آية الآفاق والإعجاز
خطأ الاستدلال بآية "سنريهم آياتنا في الآفاق" على الإعجاز العلمي
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)
الآية عن فتح ما حول مكة ثم فتح مكة، أو عن دلائل قدرة الله المشاهدة في الكون والجسد الإنساني.. لا عن ربط "آيات" القرآن بهذه الدلائل كما يفعل الإعجازيون!
التفسير الإعجازي المشهور لهذه الآية هو تحريف للمعنى المقصود في الآية. والتفاسير المعتبرة - قبل عصر "الإعجازيين" - موجودة ومتوفرة، فلماذا الإصرار على التحريف؟!
الله لم يقل أن "آيات" القرآن ستظهر معانيها في الفلك والطب!
لا أعلم متى تم إقحام هذا المعنى الغريب على الآية، لكنه طغى على المعنى الأصلي للأسف.
التفسير الإعجازي المشهور لهذه الآية هو تحريف للمعنى المقصود في الآية. والتفاسير المعتبرة - قبل عصر "الإعجازيين" - موجودة ومتوفرة، فلماذا الإصرار على التحريف؟!
الله لم يقل أن "آيات" القرآن ستظهر معانيها في الفلك والطب!
لا أعلم متى تم إقحام هذا المعنى الغريب على الآية، لكنه طغى على المعنى الأصلي للأسف.
=====
"ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين
ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون
ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون"
"ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
"ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون"
"ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير"
"ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير"
"ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام"
"ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين
ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون
ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون"
"ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
"ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون"
"ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير"
"ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير"
"ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام"
"ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"
"فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون"
"وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون"
"ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"
"هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب"
"ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون"
"وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
=====
يقول مساعد الطيار:
"بل إن بعضهم من كثرة ما يردد بعض الآيات يشعرك أنها إنما نزلت بشأن الإعجاز العلمي، كقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} [فصلت: 53] والآية لا تتناسب مع ما يستدل به أصحاب الإعجاز العلمي.
إن قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} لا يناسب تنزيله على موضوع الإعجاز العلمي لأمور:
الأول: أن الآية في مقام التهديد والوعيد، وليست في مقام الوعد بحصول شيء مما يتكلم عنه أصحاب الإعجاز العلمي، والسياق شاهد بذلك، فكيف يمكن إخراج آية الوعيد إلى الوعد بإظهار هذه الاكتشافات على يد الكفار؟!
الثاني: أن المراد بالآية كفار مكة، والآية وإن كانت عامة في التلاوة إلا أنها خاصة في التفسير، فهي من قسم العموم الذي أريد به الخصوص، فلا يصلح الاعتبار بعموم اللفظ هنا.
أما كونها في أهل مكة، فهذا لا نزاع فيه ألبتة، ويكون المعنى كما رجح الطبري، قال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الأول، وهو ما قاله السدي، وذلك أن الله عز وجل وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أن يري هؤلاء المشركين الذين كانوا به مكذبين آيات في الآفاق، وغير معقول أن يكون تهددهم بأن يريهم ما هم رأوه، بل الواجب أن يكون ذلك وعدا منه لهم أن يريهم ما لم يكونوا رأوه من قبل ظهور نبي الله صلى الله عليه وسلم على أطراف بلدهم وعلى بلدهم، فأما النجوم والشمس والقمر، فقد كانوا يرونها كثيرا قبل وبعد، ولا وجه لتهددهم بأنه يريهم ذلك». تفسير الطبري، ط. دار هجر (20: 462).
الثالث: أن قوله تعالى: {حتى يتبين لهم أنه الحق} قد وقع عيانا لكفار مكة لما فتح الله مكة لنبيه صلى الله عليه وسلم، وظهر لازم هذا الخبر، وهو إيمان من كان كافرا من أهل مكة.
الرابع: إذا كانت الآية عامة، ويصلح تنزيلها على الإعجاز العلمي، فيقع سؤال في هذا العموم، وهو: لماذا لا يدخل في العموم غير الباحثين في الأمور الكونية والتجريبية؟
وإذا كانت الآية عامة، فأين هي الآيات في الآفاق والأنفس التي أريها من يعيشون في أدغال إفريقيا، والأسكيمو وأهل الصين وغيرهم من البلدان في أطراف الأرض.
وإذا كانت الآية عامة، فأين هي الآيات التي أريها الكفار منذ فجر الإسلام، أين ما رآه أهل فارس، والروم، وأهل مصر، والأندلس، وغيرها من بلدان الكفار آنذاك، وهل تبين لهؤلاء المعاصرين أو أولئك السابقين أن دين الإسلام هو الحق؟!"
(الإعجاز العلمي إلى أين) (1/ 46)
=====
فليست آية الآفاق عن "سبق علمي" مكتوب بشفرة غامضة لا يفهمها صحابي ولا تابعي!
بل حتى إن فسرناها بالظواهر العلمية فهي عن:
الاستدلال على صدق القرآن بالظواهر المرئية.. إحكام صنع الإنسان، إحكام خلق الكون، إلخ..
فمن أين جئتم بزعمكم القائل أنها عن معلومات علمية "غير مسبوقة"؟!
أقصى ما يمكن أن يقال فيها هو : "معلومات علمية ستظهر، فتدل على إتقان الله لخلقه".. كأن نكتشف بصمات الأصابع فنتعجب من قدرة الخالق على خلقها بدقة، لا أن نكتشفها فنقول: "كانت مكتوبة في القرآن قبل اكتشافها"!!
فالفرق واضح بين المعنى الأول والمعنى الثاني.
الآية لا تذكر إطلاقا أي تحدٍ قرآني بالسبق العلمي، بل - لو فسرناها بأنها عن العلم لا عن فتح مكة - فستظل أيضا لا تذكر أي شيء عن "سبق علمي"..
سيظل معناها هو: ما سيراه البشر من عجائب في الطبيعة هو دلائل على قدرة الله.
أما تحميلها معنى "إعجازي" فهو تفسير مناقض للسياق تماما، كما قال الشيخ مساعد الطيار .
"وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون"
"ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"
"هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب"
"ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون"
"وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
=====
يقول مساعد الطيار:
"بل إن بعضهم من كثرة ما يردد بعض الآيات يشعرك أنها إنما نزلت بشأن الإعجاز العلمي، كقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} [فصلت: 53] والآية لا تتناسب مع ما يستدل به أصحاب الإعجاز العلمي.
إن قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} لا يناسب تنزيله على موضوع الإعجاز العلمي لأمور:
الأول: أن الآية في مقام التهديد والوعيد، وليست في مقام الوعد بحصول شيء مما يتكلم عنه أصحاب الإعجاز العلمي، والسياق شاهد بذلك، فكيف يمكن إخراج آية الوعيد إلى الوعد بإظهار هذه الاكتشافات على يد الكفار؟!
الثاني: أن المراد بالآية كفار مكة، والآية وإن كانت عامة في التلاوة إلا أنها خاصة في التفسير، فهي من قسم العموم الذي أريد به الخصوص، فلا يصلح الاعتبار بعموم اللفظ هنا.
أما كونها في أهل مكة، فهذا لا نزاع فيه ألبتة، ويكون المعنى كما رجح الطبري، قال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الأول، وهو ما قاله السدي، وذلك أن الله عز وجل وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أن يري هؤلاء المشركين الذين كانوا به مكذبين آيات في الآفاق، وغير معقول أن يكون تهددهم بأن يريهم ما هم رأوه، بل الواجب أن يكون ذلك وعدا منه لهم أن يريهم ما لم يكونوا رأوه من قبل ظهور نبي الله صلى الله عليه وسلم على أطراف بلدهم وعلى بلدهم، فأما النجوم والشمس والقمر، فقد كانوا يرونها كثيرا قبل وبعد، ولا وجه لتهددهم بأنه يريهم ذلك». تفسير الطبري، ط. دار هجر (20: 462).
الثالث: أن قوله تعالى: {حتى يتبين لهم أنه الحق} قد وقع عيانا لكفار مكة لما فتح الله مكة لنبيه صلى الله عليه وسلم، وظهر لازم هذا الخبر، وهو إيمان من كان كافرا من أهل مكة.
الرابع: إذا كانت الآية عامة، ويصلح تنزيلها على الإعجاز العلمي، فيقع سؤال في هذا العموم، وهو: لماذا لا يدخل في العموم غير الباحثين في الأمور الكونية والتجريبية؟
وإذا كانت الآية عامة، فأين هي الآيات في الآفاق والأنفس التي أريها من يعيشون في أدغال إفريقيا، والأسكيمو وأهل الصين وغيرهم من البلدان في أطراف الأرض.
وإذا كانت الآية عامة، فأين هي الآيات التي أريها الكفار منذ فجر الإسلام، أين ما رآه أهل فارس، والروم، وأهل مصر، والأندلس، وغيرها من بلدان الكفار آنذاك، وهل تبين لهؤلاء المعاصرين أو أولئك السابقين أن دين الإسلام هو الحق؟!"
(الإعجاز العلمي إلى أين) (1/ 46)
=====
فليست آية الآفاق عن "سبق علمي" مكتوب بشفرة غامضة لا يفهمها صحابي ولا تابعي!
بل حتى إن فسرناها بالظواهر العلمية فهي عن:
الاستدلال على صدق القرآن بالظواهر المرئية.. إحكام صنع الإنسان، إحكام خلق الكون، إلخ..
فمن أين جئتم بزعمكم القائل أنها عن معلومات علمية "غير مسبوقة"؟!
أقصى ما يمكن أن يقال فيها هو : "معلومات علمية ستظهر، فتدل على إتقان الله لخلقه".. كأن نكتشف بصمات الأصابع فنتعجب من قدرة الخالق على خلقها بدقة، لا أن نكتشفها فنقول: "كانت مكتوبة في القرآن قبل اكتشافها"!!
فالفرق واضح بين المعنى الأول والمعنى الثاني.
الآية لا تذكر إطلاقا أي تحدٍ قرآني بالسبق العلمي، بل - لو فسرناها بأنها عن العلم لا عن فتح مكة - فستظل أيضا لا تذكر أي شيء عن "سبق علمي"..
سيظل معناها هو: ما سيراه البشر من عجائب في الطبيعة هو دلائل على قدرة الله.
أما تحميلها معنى "إعجازي" فهو تفسير مناقض للسياق تماما، كما قال الشيخ مساعد الطيار .
تعليقات
إرسال تعليق