نقد الإعجاز العلمي

لأتباع الإعجاز العلمي: لا تربطوا الثابت بالمتغير!
النظريات البشرية العلمية قابلة للتغير. هذه هي طبيعة العلم البشري، و"التقدم"، وتصحيح النظرية الجديدة لأخطاء القديمة، ثم تصحيح ما بعد الجديدة للنظرية الجديدة، وهكذا!
ربط الآية الفلانية بنظرية بشرية يؤدي لرفع النظرية البشرية لمصاف الحقيقة الربانية القادمة من الوحي!
=====

من هو الشخص الذي سيحدد أن هذا التفسير الإعجازي المزعوم أو ذاك "يوافق" القرآن فعلا؟!
هل فهمه القدماء فعلا من النص (قبل) حدوثه ثم حدث في زماننا، أم أن الـ "موافقة" تم استحداثها على يد الإعجازيين (بعد) حدوث هذا التطور؟!
هل كل "معجزاتكم" بأثر رجعي؟!
معجزة انتصار الروم واضحة في النص، ثم حدثت بعد نزول النص.
خروج الدجال هو نبوءة ستتحقق في المستقبل. شيء مذكور بوضوح ويعلمه أهل الحديث منذ أكثر من ألف سنة ثم سيحدث.
هذه هي المعجزات الجلية.. لا كما يفعل زغلول والكحيل من إظهار التنبؤ المزعوم بـ "أثر رجعي"!!
لو كان الطبري في زمانه مثلا ذكر أن الآية الفلانية تتكلم عن شيء غيبي اسمه "الثقوب السوداء" وأن علم البشر في وقته لا يعرفها لكن الأجيال التالية ستعرفها، ساعتها قد يكون هذا إعجازا علميا!!
لكنه لا يحدث
=====
ما الدليل على أن القرآن كتاب علوم تجريبية ودنيوية أصلا؟!

عندما يتكلم القرآن عن النبات مثلا فهو يقصد الإشارة للبعث (بتشبيه إحياء الأرض بإحياء الموتى) والإشارة لتعدد النعم، لا "علم النبات" ولا "العناصر الكيميائية للتربة" كما يزعم الإعجازيون!

(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

يقول الشاطبي في الموافقات:
"أَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ تَجَاوَزُوا فِي الدَّعْوَى عَلَى الْقُرْآنِ الْحَدَّ، فَأَضَافُوا إِلَيْهِ كُلَّ عِلْمٍ يُذْكَرُ لِلْمُتَقَدِّمِينَ أَوِ الْمُتَأَخِّرِينَ، مِنْ عُلُومِ الطَّبِيعِيَّاتِ، وَالتَّعَالِيمِ، وَالْمَنْطِقِ، وَعِلْمِ الْحُرُوفِ، وَجَمِيعِ مَا نَظَرَ فِيهِ النَّاظِرُونَ مِنْ هَذِهِ الْفُنُونِ وَأَشْبَاهِهَا، وَهَذَا إِذَا عَرَضْنَاهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ لَمْ يَصِحَّ، وَإِلَى هَذَا، فَإِنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ يَلِيهِمْ كَانُوا أَعْرَفَ بِالْقُرْآنِ وَبِعُلُومِهِ وَمَا أُودِعَ فِيهِ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ تَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الْمُدَّعَى، سِوَى مَا تَقَدَّمَ، وَمَا ثَبَتَ فِيهِ مِنْ أَحْكَامِ التَّكَالِيفِ، وَأَحْكَامِ الْآخِرَةِ، وَمَا يَلِي ذَلِكَ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ خَوْضٌ وَنَظَرٌ، لَبَلَغَنَا مِنْهُ مَا يدلنا على أصل المسألة"
ويقول:
"وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يُقْصَدْ فِيهِ تَقْرِيرٌ لِشَيْءٍ مِمَّا زَعَمُوا، نَعَمْ، تَضَمَّنَ عُلُومًا هِيَ مِنْ جِنْسِ عُلُومِ الْعَرَبِ، أَوْ مَا يَنْبَنِي عَلَى مَعْهُودِهَا مِمَّا يَتَعَجَّبُ مِنْهُ أُولُو الْأَلْبَابِ، وَلَا تَبْلُغُهُ إِدْرَاكَاتُ الْعُقُولِ الرَّاجِحَةِ دُونَ الِاهْتِدَاءِ بِإِعْلَامِهِ وَالِاسْتِنَارَةِ بِنُورِهِ، أَمَا أَنَّ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ، فلا"
لاحظ: جنس علوم العرب!
ويقول:
"يَجِبُ الِاقْتِصَارُ فِي الِاسْتِعَانَةِ عَلَى فَهْمِهِ عَلَى كُلِّ مَا يُضَافُ عِلْمُهُ إِلَى الْعَرَبِ خاصة... فمن طلبه بغير مَا هُوَ أَدَاةٌ لَهُ، ضَلَّ عَنْ فَهْمِهِ، وتقوَّل عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيهِ"
والشاطبي معروف هجومه على التفسير العلمي.
=====
الغاية لا تبرر الوسيلة!
رغبتكم في "إقناع" الملحدين والنصارى بالإسلام لا يجب أن تكون مبنية على وسيلة خاطئة!
سياق الآيات في أمثلتكم الـ "إعجازية" لا يوافق ما تخترعونه من معنى علمي.
مثال: آية العنكبوت لا تتكلم عن "أنثى" العنكبوت! بل الكلمة نفسها مؤنثة، مثل نملة ونحلة. أنثى العنكبوت اسمها "عنكبة".
=====
ما أقنع من سبقنا هو قادر على إقناع الناس الآن!
الله يذكر النبات والمطر. هل يجهل البشر في القرن الـ15 الهجري الحالي النبات والمطر؟!
الله يكلمنا بأساسيات مشتركة بين كل زمان، لا بطلاسم زغلولية ولا بغوامض العلوم!
الإيمان بالإسلام يجب أن يكون مبنيا على قاعدة صلبة واضحة جلية، لا تفسير مستحدث قابل للأخذ والرد، لم يرد على ذهن أي مسلم إطلاقا على مدار قرون طويلة كان الناس فيها يقرؤون القرآن ويعرفون اللغة ويحفظون المتون ويدرسون تفاصيل التفاصيل القرآنية والحديثية!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

الفلك وفلكة المغزل