من كلام الملحدين عن القصص القرآني

من كلام الملحدين المعتاد: "القصة القرآنية الفلانية موجودة في التوراة أو الإنجيل.. إذن هي مسروقة".. وهي جملة غير منطقية إطلاقا! فالتوراة والإنجيل كانوا في الأصل كتبا صحيحة ثم دخل عليها التحريف بالحذف والإضافة.. فطبيعي أن يبقى فيها بقايا صحيحة!
=====
من أقوالهم أيضا: "القصة القرآنية الفلانية موجودة في حكايات تاريخية قديمة عند الأمم الأخرى.. مثل فكرة وجود أب للبشر مخلوق من طين، وفكرة حدوث طوفان. إذن القرآن سرقها".. وهي جملة غير منطقية أيضا!.. فالبشر لهم ذاكرة تاريخية، فطبيعي جدا أن تبقى قصة آدم وقصة نوح متوارثة بين أبنائه وأبناء أبنائه، سواء في الهند أو قدماء المصريين أو شمال أوروبا! حتى لو دخلها بعض التحريف مع مرور الزمن وضعف ذاكرة هذه الأمم، لكن أساس القصة كان معروفا مثلا أيام البابليين.. ثم جاء القرآن ورواها مرة أخرى لكن بدقة، من المصدر الإلهي مباشرة.
=====
من أقوالهم أيضا: "القصة القرآنية الفلانية موجودة في كتاب عبري قديم أو في شرح كنسي قديم، لا في التوراة ولا في الإنجيل. وهذا الكتاب وهذا الشرح من تأليف بشر.. إذن القرآن سرقها منهم".. الرد؟ بسيط جدا ومعروف!.. لو القصة سرد تاريخي لحدث، فما المشكلة أن يسرده القرآن مرة أخرى؟!.. قصة أهل الكهف مثلا غير مذكورة في التوراة ولا في الإنجيل، لكن كانت معروفة لبعض الناس، فما المانع من إثباتها في القرآن؟! وقصة إبراهيم مع الأصنام غير موجودة في التوراة ولا في الإنجيل، لكن كانت معروفة لليهود.. فما المانع من إثباتها في القرآن؟!
بالإضافة لنقطة أخرى ننساها أحيانا: التوراة والإنجيل محذوف منها أشياء كثيرة، بنص القرآن.
"يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير"
"قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا"
هذه الأجزاء "المخفية" أين ذهبت؟ استخدم اليهود بعضها في كتابة مؤلفاتهم الدينية الأخرى! ستجد بقايا متفرقة في التلمود والمدراش مأخوذة من الوحي الذي كان ينزل على أنبياء بني إسرائيل. ما المشكلة؟!
ستجد مثلا آية في سورة المائدة موجودة في التلمود.
مسألة أن من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل كل الناس.
هذا المعنى لن تجده في كتب التوراة، لكن إن بحثت فستجده في التلمود.
في قسم ( سنهدرين 37أ ) من التلمود البابلي:
For this reason was man created alone, to teach thee that whosoever destroys a single soul of israel, scripture imputes [guilt] to him as though he had destroyed a complete world; and whosoever preserves a single soul of israel, scripture ascribes [merit] to him as though he had preserved a complete world.

(Sanhedrin 37a)

"ولهذا السبب تم خلق الإنسان واحدا في البداية، ليعلّمكم أن من يدمّر روحا واحدة من شعب إسرائيل فسيتم عقابه كما لو كان دمر عالما بأكمله..
ومن يحفظ روحا واحدة من شعب إسرائيل فتقضي النصوص بأن يثاب كما لو كان حفظ العالم كله"

[في هوامش تحقيق طبعة التلمود مذكور أن بعض المخطوطات لم تذكر تخصيص المسألة بشعب إسرائيل فقط. والسبب الواضح للإضافة هو رغبة اليهود في قصر كل النصوص عليهم فقط دون باقي البشر!]

هذا النص التلمودي مذكور في سياق أحكام القاتل، وقصة قايين (قابيل) ابن آدم الذي قتل أخاه.. وهو نفس السياق الذي وردت في الآية القرآنية.

"فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31) من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

الفلك وفلكة المغزل