المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٩

حضارتهم وحضارتنا

قال: حضارتهم مسروقة من حضارتنا. قلت: ترجمنا الحساب من الهند والطب والفلك والجغرافيا من اليونان والرومان، وأخذنا النظام الإداري من الفرس. ومعاملات الرسول المالية كانت بعملات القيصر، وورق كتب الحديث أخذنا طريقة صنعه من الصين. فليست سرقة. قال: حملاتهم الصليبية كانت دينية تريد استعادة القدس من المسلمين. قلت: ونريد نفس الشيء. حملات عسكرية لاستعادة القدس من اليهود. قال: احتلوا بلادنا. قلت: غزونا بلادهم. قال: أمريكا تاريخها قائم على العبيد. قلت: أسواق النخاسة الإسلامية كانت عامرة بالإماء الأجانب والرقيق، من أيام الصحابة. والعثمانيون من أكبر تجار العبيد في التاريخ. قال: اليهود قتلوا الأسرى المصريين. قلت: الرسول قتل الأسرى اليهود. قال: اغتالوا المعارضين السياسيين. قلت: الرسول اغتال شاعر كان يعارض النظام الإسلامي. قال: منعوا الدعاة من الكلام. قلت: كان السيف والنطع تخويفا للزنادقة ومانعا لهم من التصريح بآرائهم. قال: ينشرون سياستهم بالحروب. قلت: قال الرسول "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله". الاختلاف هو أننا نملك الحق المطلق. فقد تتشابه الأساليب في الظاهر لكن هدفنا صحيح

الأزواج

المفرد والمثنى: كلمة "زوج" مفرد. الذكر زوج والأنثى زوج، والاثنان "زوجان". كلمة "توأم" مفرد. الأخ توأم، وأخوه توأم، والاثنان "توأمان". في قصة نوح: قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ. أي من كل صنف زوجين، فرد مذكر وفرد مؤنث. (كلمة "كل" هنا بتنوين، حسب قراءة حفص المنتشرة، والمضاف إليه محذوف) وفي سورة الأنعام "ثمانية أزواج": من الضأن اثنين ومن المعز اثنين... ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين.

إلهين من دون الله

قال ابن تيمية: "أما حكايته عنهم أنهم قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، فالمفسرون يقولون: الله والمسيح وأمه، كما قال {يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}... ومن الناس من يزعم أن المراد بذلك الأقانيم الثلاثة، وهي الأب والابن وروح القدس، وهذا فيه نظر" (مجموع الفتاوى) (2/ 444) "قوله تعالى {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة} عقيب قوله {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} يدل على أن التثليث الذي ذكره الله عنهم اتخاذ المسيح ابن مريم وأمه إلهين، وهذا واضح على قول من حكى عن النصارى أنهم يقولون بالحلول في مريم والاتحاد بالمسيح، وهو أقرب إلى تحقيق مذهبهم" (التسعينية) (3/ 858) "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" المائد

معرض الكتاب

الرد الحالي على الملحدين يستخدم أسلوب المعتزلة القديم: ترجمة كتب المنطق الغربي وتطبيقها على الإسلام! لماذا نبحث عند الغربيين والفلاسفة عن إجابة أسئلة "لماذا خلق الله الإنسان؟" و "ما دلائل وجود الله؟" ؟!.. هل وصل الانبهار بالغرب لدرجة اقتباس إجاباتهم في العقيدة؟! كنت في معرض الإسكندرية للكتاب وناقشت مندوب دار "دلائل" في الموضوع، وقال أن موضوع كتب الرد على الإلحاد زاد عن حده. ===== وقفت أمام دار نشر أخرى أتعجب من بوستر كبير.. دعاية لكتاب عن نظرية المؤامرة المسماة: الأرض مسطحة. أخبرني مندوب الدار أنها نظرية تستحق النشر مثلها مثل الدارونية (وأسماها: نظرية "الإنسان أصله قرد"، كعادة الجهلاء).. فقلت له بصراحة: الاثنان خطأ لكن التسطيح تخلف عقلي. وتركته. أخطاء النظريات العلمية شيء ونظريات المؤامرة شيء آخر، فالثانية تجهل أبسط بديهيات الفيزياء والجغرافيا والملاحة، ولا تعرف الأقمار الصناعية، ولا تعرف أن كروية الأرض مثبتة علميا من أيام الإغريق بمجرد مشاهدات بصرية بسيطة مثل متابعة اختلاف ارتفاع النجوم بين بلد وبلد ومتابعة شكل ظل الكرة الأرضية على القمر أثناء

الإعجاز العلمي و"عودة" أرض العرب مروجا وأنهارا

هناك حديث صحيح يقول: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا " (صحيح مسلم) وهو نبوءة عن ثراء المسلمين في المستقبل، وعن البركة التي ستحدث لأرض العرب. وكعادة الإعجازيين لم يكتفوا بالجزء الغيبي المستقبلي وأرادوا استخراج "معجزة علمية" وسبق علمي من النص.. فقالوا أنه يشير للنظرية الجيولوجية والبيئية التي تشير لحال الصحراء العربية قبل آلاف السنين، وأنها كانت أرضا زراعية خصبة ثم تحولت لصحراء. لكن هل الحديث يقصد هذه النظرية؟! هل المعجزات تكون بتفسير ظني لكلمة من كلمات الحديث؟! المعجزات يجب أن تكون يقينية، لا قابلة للأخذ والرد. بسبب ضعف اللغة العربية عند الإعجازيين لم يفهموا من كلمة "تعود" مروجا وأنهارا إلا أنها تعني: كانت ثم ستصبح مرة أخرى. لكن كلمة "عاد" عند العرب تأتي أيضا بمعنى "صار".. أي "ستصبح" أرض العرب مروجا وأنهارا، وليس أنها كانت بالضرورة مروجا وأنهارا في السابق. جاء في لسان العرب: "عاد: فعل بمنزلة صار. وقد جاء عنهم هذا مجيئا وا

من مشاكل الترجمة: مربى البرتقال

صورة
من مشاكل الترجمة: عدم فهم الإشارات الثقافية في النص، فيقف المترجم أمامها حائرا، أو يضيف لها معنى من عنده. مثال من ترجمة Nader Osama لرواية "اتصال"، تأليف كارل ساجان. في الرواية تسقط البطلة في ثقب دودي، للتواصل مع الفضائيين، وتقوم بتشبيه شعورها أثناء الرحلة بالسقوط إلى باطن الأرض، وتقول ساخرة أنها لم تر لا جحيم ولا شياطين ولا برطمانات مربى! ظن المترجم - في الهامش - أنها تشير لنكتة ظهرت في مسلسل الكرتون "فاميلي جاي". لكن المسلسل بدأ سنة 1999، أي بعد 14 سنة من صدور رواية "اتصال"، وبعد 3 سنوات من موت مؤلفها. فكيف سيشير مؤلف الرواية لحلقة كوميدية من المسلسل؟! النص ببساطة يشير لقصة ألس في بلاد العجائب، ولمشهد شهير يحدث أثناء سقوطها في حفرة الأرنب، وتفكيرها في أنها ستصل لمركز الأرض.. ولمرورها خلال رحلة السقوط بمحتويات بيت الأرنب، بما فيها برطمانات المربى التي وجدتها - للأسف - فارغة! إشارة أدبية ظريفة لقصة أطفال كلاسيكية، فتحولت في هامش الترجمة لشيء مختلف تماما! "Even a few hundred kilometers beneath the Earth's surface the rocks would be glow

"شهرين يجهض من أرحامها العلق"

يزعم بعض الإعجازيين أن استخدام كلمة "علقة" في القرآن - في مراحل الجنين - فيه سبق علمي! قالوا: كلمة "علقة" في القرآن معجزة علمية تسبق علم الأجنة. وتكلموا عن الشكل "الدودي" للجنين، وشبهه بدودة العلق الماصة للدماء، وتكلموا عن "تعلقه" بالرحم، وأن استخدام الكلمة لوصف الأجنة يعتبر دليلا على الإعجاز العلمي لا يقبل الشك! المشكلة في هذا التفسير هي أن الإجهاض يحدث للنساء من بداية البشرية، وفي مراحل الحمل المختلفة! فأطوار الجنين مشاهدة بالعين المجردة في "السقط". ثانيا: كلمة "علق" معروف صلتها بالأجنة في اللغة العربية قبل نزول القرآن! قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سُلمى عن ناقته، وعن إسراعه بها متعجلا للذهاب لهرم بن سنان: إليك أعملتها فتلا مرافقها ... شهرين يجهض من أرحامها العلق فلو قال الإعجازيون أن استخدامها في القرآن إعجاز فقد وقعوا في مغالطة، حيث يصبح الجاهليون - بالمنطق - أصحاب معجزات! وللأسف نجد انتشار كذب الإعجازيين.. مثل قول ابن عاشور: "و من إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن باسم العلقة " (التحرير وال