البعوضة والإزعاج الإعجازي
تاريخيا، البداية الحقيقية لطريقة الإعجازيين الحاليين هي كتاب لطبيب دمشقي اسمه محمد أحمد الإسكندراني سنة 1900 تقريبا. الفكرة كانت موجودة في السابق عند الرازي مثلا، لكن شكلها الحالي مستمد من الإسكندراني ومن طنطاوي جوهري. كتاب الإسكندراني اسمه: كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية! ووصفه بأنه "تفسير" لكن يبدو أنه نسى أن يضع فيه تفسيرا للقرآن!.. ما فعله هو أن يأخذ آية مثلا تذكر النملة ثم يكتب عشرات الصفحات عن حياة النمل وتشريح النمل وعلم الحشرات، إلخ، دون التركيز على الآية نفسها! وهي نفس طريقة الإعجاز العلمي حاليا: ديباجات طويلة ونقل من موسوعات علمية ثم في سطرين بسرعة ذكر الآية، دون التركيز على معناها أو على مضمونها وسياقها. تفاسير فيها كل شيء إلا التفاسير.
=====
انظر مثلا لما فعلوه من تحريف لمعنى: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها.
جملة واضحة ولها مغزى واضح.. أن الله يستخدم الأمثلة كما يحب، حتى لو ذكر في المثل كائن حقير أو أصغر من الحقير أو أكبر من الحقير. فوقها = يفوقها. لكن عند زغلول وشركاه؟ أصبحت عن الطفيليات التي تعيش "فوق جسم" الكثير من الحشرات!
دمروا شمول المعنى الأصلي. المعنى الأصلي يشمل كل الحيوانات، سواء ما يفوق البعوضة في الحقارة أو ما يفوقها في الحجم. وأصبح المعنى الجديد: البعوضة والحشرة التي تعيش عليها!
=====
في مادة الإعجاز العلمي فيما يسمى "جامعة المدينة العالمية" - تعليم عن بعد، مقرها في ماليزيا - ذكروا الآية في أحد الدروس وبدؤوا السرد المعتاد:
"النص القرآني يشير إلى خطر البعوضة، والبعوضة هي حشرة ضئيلة الحجم من ثنائيات الأجنحة تتبع عائلة ضخمة من الحشرات، وتضم ما بين الألفين والثلاثة آلاف نوع من البعوض، وتأتي في المرتبة الثانية أعدادا بعد النمل، ويتراوح طول البعوضة بين الثلاثة والتسعة مليمترات. وهي مع ضآلة حجمها فإن جسمها يتكون كما تتكون أجساد غيرها من الحشرات من رأس وصدر وبطن، ولها ثلاثة أزواج من الأرجل الطويلة النحيلة، وزوج من الأجنحة الدقيقة القوية والقادرة على الخفق المتواصل السريع، الذي يصل إلى ستمائة خفقة في الثانية الواحدة، ولها قرنا استشعار... إلخ" (صفحات وصفحات بهذه الطريقة!)
ما دخل هذا بالآية؟!
=====
انظر مثلا لما فعلوه من تحريف لمعنى: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها.
جملة واضحة ولها مغزى واضح.. أن الله يستخدم الأمثلة كما يحب، حتى لو ذكر في المثل كائن حقير أو أصغر من الحقير أو أكبر من الحقير. فوقها = يفوقها. لكن عند زغلول وشركاه؟ أصبحت عن الطفيليات التي تعيش "فوق جسم" الكثير من الحشرات!
دمروا شمول المعنى الأصلي. المعنى الأصلي يشمل كل الحيوانات، سواء ما يفوق البعوضة في الحقارة أو ما يفوقها في الحجم. وأصبح المعنى الجديد: البعوضة والحشرة التي تعيش عليها!
=====
في مادة الإعجاز العلمي فيما يسمى "جامعة المدينة العالمية" - تعليم عن بعد، مقرها في ماليزيا - ذكروا الآية في أحد الدروس وبدؤوا السرد المعتاد:
"النص القرآني يشير إلى خطر البعوضة، والبعوضة هي حشرة ضئيلة الحجم من ثنائيات الأجنحة تتبع عائلة ضخمة من الحشرات، وتضم ما بين الألفين والثلاثة آلاف نوع من البعوض، وتأتي في المرتبة الثانية أعدادا بعد النمل، ويتراوح طول البعوضة بين الثلاثة والتسعة مليمترات. وهي مع ضآلة حجمها فإن جسمها يتكون كما تتكون أجساد غيرها من الحشرات من رأس وصدر وبطن، ولها ثلاثة أزواج من الأرجل الطويلة النحيلة، وزوج من الأجنحة الدقيقة القوية والقادرة على الخفق المتواصل السريع، الذي يصل إلى ستمائة خفقة في الثانية الواحدة، ولها قرنا استشعار... إلخ" (صفحات وصفحات بهذه الطريقة!)
ما دخل هذا بالآية؟!
تعليقات
إرسال تعليق