لم يسرق الغرب حضارة المسلمين

إنكار تفوق المدنية الغربية (والزعم أنها مسروقة من العرب) هو غمط للحق، وجهل بأن الاقتباس والتحسين ليس "سرقة".. بل تقدم وتطور طبيعي، وتراكم للمعارف.
وقد أوضحت هذا في منشوري القديم: حضارتهم وحضارتنا

قال ابن تيمية:
"تجد الذين اتصلت إليهم علوم الأوائل فصاغوها بالصيغة العربية بعقول المسلمين جاء فيها من الكمال والتحقيق والإحاطة والاختصار ما لا يوجد في كلام الأوائل، وإن كان في هؤلاء المتأخرين من فيه نفاق وضلال لكن عادت عليهم في الجملة بركة ما بعث به رسول الله من جوامع الكلم وما أوتيته أمته من العلم والبيان الذي لم يشركها فيه أحد"
(مجموع الفتاوى) (9/ 26)

"كتب الفلاسفة التي صارت إلى الإسلام، من الطب والحساب والمنطق وغير ذلك، هذبها المنتسبون إلى الإسلام فجاء كلامهم فيها خيرا من كلام أولئك اليونان"
(الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية) (5/ 36)

لاحظ: اتصلت إليهم فصاغوها. تعلموا الطب والحساب من الفلاسفة الوثنيين ثم أضافوا إليها وحسنوها.

فمن يريد انتقاص شأن التقدم العلمي الغربي ويريد نسبة فضله للعرب سيضطر مرغما في نفس الوقت لانتقاص مدنية العرب وسينسبها للإغريق!.. وسيكون الرد عليه: إذن هي بضاعة الغرب رُدت إليهم بعد حين!

- "قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة؛ ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.
ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام"
(مجموع الفتاوى) (28/ 146)

- دواء جهل العرب: معارف الغرب. دواء ضلال الغرب: دين العرب

- الكبر بطر الحق وغمط الناس.
المدنية العربية المندثرة كانت مجرد حلقة في تاريخ المدنية العالمية، مسبوقة بغيرها ومتبوعة بغيرها. اقتبست علوم الأوائل ثم أضافت ثم جاءت حضارات أخرى أكملت المسيرة.
لا ينكر هذا إلا مكابر.
وستعود الكرة للعرب مرة أخرى في المستقبل، لكن عندما يتوقفوا عن ترديد نغمة "حضارتهم مسروقة منا" ويبدؤوا في نغمة عصامية لا عظامية.
"إن الفتى من يقول هأنذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

Mobile Movies