الإعداد يبدأ الأمس

 لو نظرنا في سيرة الرسول ومغازيه لتوصلنا لقاعدة كان (صن تسو) صاحب كتاب "فن الحرب" قد أوضحها قديما. فكل المعارك الكبرى نتيجتها محسومة من قبل أن تبدأ أو حتى ينطلق أول سهم. ففي بدر مثلا كان الفوز محسوما لأن معسكر الإيمان كان ضد معسكر الكفر. وما حدث في أُحد كان لضعف بعض المسلمين أمام الغنائم. ويوم حُنَين كاد الغرور بكثرة العدد يتسلل لقلوب المحاربين فأفاقهم الله. وفي فتح مكة كان الرسول قد هزمهم نفسيا وعقائديا وعدديا قبل أن يهزمهم عسكريا. الخلاصة أن الجهاد الحقيقي هو في الإعداد للمعركة قبلها, أما الموقعة نفسها فهي مجرد تقدير للجهود التي سبقتها وطمأنة للقلوب برؤية النتيجة واقعا ملموسا. وعلى هذا لا حجة لمن يقول أن حكامنا لا يسمحون بالجهاد اليوم, فالإعداد الديني والفكري والبدني والنفسي .. كل هذا متاح لمن يرغب بحق. فابدأ الإعداد للمعركة القادمة من اليوم .. وكفاك تثاقلا مع المتثاقلين .

# إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمة .. فإن فساد الرأي أن تترددا       (المتنبي)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

الفلك وفلكة المغزل