آية الأهلة والرد على من يقول: القرآن كتاب علوم دنيوية
قال الله: "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" البقرة 189 لا يجزم المفسرون أن سؤال السائلين كان عن "الحكمة" من اختلاف أطوار القمر، إذ قيل أن السؤال ربما كان عن "ذاتها" (سؤالا علميا فلكيا عن سبب تغير شكل القمر خلال الشهر)، فصرف الله سؤالهم لمعنى مفيد شرعا. محمد أبو زهرة: "كان الناس من اليهود والمشركين وبعض المسلمين يسألون عن أمور ليست من الدين، وقد تكون عن الكون، وما يجري فيه أمر الوجود. وما كانت الشريعة الإلهية لذلك ، إنما هي لبيان ما يعبد الله تعالى به، وما يصلح به العباد في معاشهم.. فليس منها لماذا كانت الشمس مضيئة كحجمها، والقمر نور يتغير حجمه من هلال كالخيط، ثم يزيد، حتى يصير بدرا، ثم يأخذ مرة ثانية في الضيق حتى يكون المحاق. كانوا يسألون هذه الأسئلة، وهي في موضوعها معقولة من حيث علم الخلق والتكوين والبحث في أسرار الوجود، ولكنها ليست من أحكام الدين وما يجب أن يبينه ويعلم الناس به، بل أمره إليهم ، يتعلمونه ويتعرفونه ويذاكرونه على أمور دنياهم، لا من أمور دينهم الذي به صلاح معاشهم ومعادهم. ولذلك لما سألوا هذه الأسئلة التي لا...