سوء منهج الإعجاز العلمي
د/ محمود أبو فروة الرجبي
إعلامي وأكاديمي أردني
لست من المتحمسين لدعاة الإعجاز العلمي فِي القرآن الكريم والسنة النبوية لأنني أرى أن هُنَاكَ مبالغات كَثِيرة فِي كلامهم، وَمُعْظَم ما يكتبون فِيهِ أخطاء عِلْمِية فادحة، ويفتقر للمراجع، والمصادر الموثوقة، ويقعون فِي أخطاء قاتلة، ومنهجهم غير سليم فِي معظمه، فالقرآن الكَرِيم لا يَحْتاجُ إلى لوي عنق النص، وتلبيسه مَعْلُومَات عِلْمِية قَدْ لا تَكُون فِيهِ، وَكَلام الله لا يَحْتاجُ إلى ذلِكَ كله حَتْى لَوْ صدقت النوايا.
وأذكر فِي هَذِهِ المقام أنني راجعت أحد كتب الإعجاز العلمي، لإحْدَى دور النشر الكبيرة ضمن مَشْروع معين، فظهر لي كم هائل من الأخطاء العِلْميِّة فِي الكتاب، فانتقدت المنهج الَّذِي قام عَلَيْهِ الكِتاب، وَالمَعْلومات الَّتِي فِيهِ إلى دَرَجَة أن القائمين عَلَى الدار شطبوني من العَمَل مَع المتعاونين مَعْهم لمجرد هَذَا الانتقاد وخوفًا عَلَى المشروع الَّذِي دفعت فِيهِ الشَّرِكَة مبالغ كَبِيرَة، لتتصل بي إحدى العاملات فِي هَذِهِ الدار بعْد أكثر من سنتين، وَتقُول لي إنه بعْد نشر الكتاب المذكور جاءَت الملاحَظات نفسها الَّتِي كتبتها عَن الكِتاب، وَحِينما راسلها أحد أساتذة الجامِعات الأردنية حوله ظنت أنه أخذ الكَلام مني لتطابق الملاحَظات، مَع أنني لا أعرفه أبدًا.
القرآن فِي الأساس ليْسَ كتابًا عِلميًا، وإن كانَ يدعو للعلم، وَهَذِهِ نُقْطَة مَنْهَجِيَّة مهمة لا يرتكز إليْهَا مُعْظَم القائمين عَلَى مؤسسات الإعجاز العلمي فِي العالم الإسلامي، وللأسف فإن بَعْض أصحاب الشهادات العليا فِي المَوَاضِيع العِلْميِّة بدلًا من الانكباب عَلَى الأبحاث العِلْميِّة التطبيقية الَّتِي نَحْنُ فِي أمسِّ الْحاجَة لَهَا، فإنهم يتجهون إلى التأليف فِي هَذَا المجال، والرد عَلَى المخالفين، وَبِذَلِكَ يخسر المجتمع جُهُودَاً عِلمية مهمة جدًا.
أعرف أن ما أقوله حَول معارضتي لمبالغات أصحاب الإعجاز العلمي لَنْ يعجب البعض، وسأتعرض بسببه لهجوم كَبِير، وَلَكِنَّنِي اعرف أن تحريك الماء الراكد يحميه من العفن.
قَدْ يأتي يَوْم تعود إلى رؤوسنا عقولنا الَّتِي طالت إجازتها وسباتها، والله من وَرَاء القصد
إعلامي وأكاديمي أردني
لست من المتحمسين لدعاة الإعجاز العلمي فِي القرآن الكريم والسنة النبوية لأنني أرى أن هُنَاكَ مبالغات كَثِيرة فِي كلامهم، وَمُعْظَم ما يكتبون فِيهِ أخطاء عِلْمِية فادحة، ويفتقر للمراجع، والمصادر الموثوقة، ويقعون فِي أخطاء قاتلة، ومنهجهم غير سليم فِي معظمه، فالقرآن الكَرِيم لا يَحْتاجُ إلى لوي عنق النص، وتلبيسه مَعْلُومَات عِلْمِية قَدْ لا تَكُون فِيهِ، وَكَلام الله لا يَحْتاجُ إلى ذلِكَ كله حَتْى لَوْ صدقت النوايا.
وأذكر فِي هَذِهِ المقام أنني راجعت أحد كتب الإعجاز العلمي، لإحْدَى دور النشر الكبيرة ضمن مَشْروع معين، فظهر لي كم هائل من الأخطاء العِلْميِّة فِي الكتاب، فانتقدت المنهج الَّذِي قام عَلَيْهِ الكِتاب، وَالمَعْلومات الَّتِي فِيهِ إلى دَرَجَة أن القائمين عَلَى الدار شطبوني من العَمَل مَع المتعاونين مَعْهم لمجرد هَذَا الانتقاد وخوفًا عَلَى المشروع الَّذِي دفعت فِيهِ الشَّرِكَة مبالغ كَبِيرَة، لتتصل بي إحدى العاملات فِي هَذِهِ الدار بعْد أكثر من سنتين، وَتقُول لي إنه بعْد نشر الكتاب المذكور جاءَت الملاحَظات نفسها الَّتِي كتبتها عَن الكِتاب، وَحِينما راسلها أحد أساتذة الجامِعات الأردنية حوله ظنت أنه أخذ الكَلام مني لتطابق الملاحَظات، مَع أنني لا أعرفه أبدًا.
القرآن فِي الأساس ليْسَ كتابًا عِلميًا، وإن كانَ يدعو للعلم، وَهَذِهِ نُقْطَة مَنْهَجِيَّة مهمة لا يرتكز إليْهَا مُعْظَم القائمين عَلَى مؤسسات الإعجاز العلمي فِي العالم الإسلامي، وللأسف فإن بَعْض أصحاب الشهادات العليا فِي المَوَاضِيع العِلْميِّة بدلًا من الانكباب عَلَى الأبحاث العِلْميِّة التطبيقية الَّتِي نَحْنُ فِي أمسِّ الْحاجَة لَهَا، فإنهم يتجهون إلى التأليف فِي هَذَا المجال، والرد عَلَى المخالفين، وَبِذَلِكَ يخسر المجتمع جُهُودَاً عِلمية مهمة جدًا.
أعرف أن ما أقوله حَول معارضتي لمبالغات أصحاب الإعجاز العلمي لَنْ يعجب البعض، وسأتعرض بسببه لهجوم كَبِير، وَلَكِنَّنِي اعرف أن تحريك الماء الراكد يحميه من العفن.
قَدْ يأتي يَوْم تعود إلى رؤوسنا عقولنا الَّتِي طالت إجازتها وسباتها، والله من وَرَاء القصد
تعليقات
إرسال تعليق