الأفلاك والسماوات
حوار مع الشيخ عبد الله الخليفي
Abdullah Alkulify
وقال الشيخ أيضاً :" ثبت بالكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة أن الأفلاك مستديرة، قال الله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ والنَّهارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ} (1) ، وقال: {وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (2) ، وقال تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغي لَهَا أنْ تُدْرِكَ القَمَرَ ولا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (3) .
قال ابن عباس: في فلكة مثل فلكة المغزل. وهكذا هو في ((لسان العرب)) : الفلك الشيء المستدير، ومنه يقال: تفلك ثدي الجارية إذا استدار، قال تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ويُكّوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ} (4) ، والتكوير: هو التدوير، ومنه قيل: كار العمامة، وكورها إذا أدارها، ومنه قيل للكرة كرة، وهي الجسم المستدير، ولهذا يقال للأفلاك: كروية الشكل؛ لأن أصل الكرة كورة، تحركت الواو وانفتح ما قلبها فقلبت ألفاً، وكورت الكارة إذا دورتها، ومنه الحديث: ((إن الشمس والقمر يكوران يوم القيامة كأنهما ثوران في نار جهنم)) (5) ، وقال تعالى: {الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبانٍ} (6) مثل حسبان الرحا، وقال: {مَّا تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مَنْ تَفَاوتٍ} (1) ، وهذا إنما يكون فيما يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما؛ فإنه يتفاوت لأن زواياه مخالفة لقوائمه، والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي، ليس بعضه مخالفاً لبعض.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك. فقال: ((ويحك! إن الله لا يُستشفع به على أحد من خلقه، إن شأنه أعظم من ذلك، إن عرشه على سماواته هكذا)) وقال بيده مثل القبة: ((وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد براكبه)) (2) . رواه أبو داود وغيره من حديث جبير بن مطعم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي ((الصحيحين)) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا سألتم الله الجنة؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن)) (3) ؛ فقد أخبر أن الفردوس هي الأعلى والأوسط، وهذا لا يكون إلا في الصورة المستديرة، فأما المربع ونحوه؛ فليس أوسطه أعلاه، بل هو متساوٍ.
وأما إجماع العلماء؛ فقال إياس بن معاوية - الإمام المشهور قاضي البصرة من التابعين -: السماء على الأرض مثل القبة.
وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين: أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.
قال: ويدل على ذلك أن الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلاً على ترتيب واحد في حركاتها ومقادير أجزائها إلى أن تتوسط السماء، ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعها دوراً واحداً.
قال: وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة.
قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب.
قال: فكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة في الدائرة، يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يُرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد، فيدل ذلك على بُعْد ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد، فاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء"
Ibn Salama
مع ملاحظة أن ابن تيمية كان يخلط أحيانا بين أفلاك الكواكب السبعة وبين طبقات السماوات السبعة.. حيث كان الفلك القديم تابع لفكرة بطليموس القائلة أن أفلاك الكواكب صلبة ومصنوعة من مادة قوية شفافة وسميكة
Abdullah Alkulify
الشيخ لم يكن يخلط وهذه كلمة لا تنبغي الأفلاك كانت تسعة في نظرية بطليموس وبعضهم قال أن العرش هو الفلك التاسع وقد ألف الشيخ رسالته العرشية للرد على هذا الزعم والسماء في لغة العرب كل ما علا فوقك ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) ( فليمدد بسبب إلى السماء ) يعني السقف لهذا الشمس سماء والقمر سماء ولكن السماوات السبع المبنية شيء آخر وقد تكلم في بيان التلبيس على الفرق جلياً ولهذا قولك ( الله في السماء ) لا ينافي ( الله فوق العرش ) لأن ما فوق العرش سماء لأن السماء كل ما علا بخلاف كلمات السماوات فيقال ( الله في السماء ) ولا يقال ( الله في السموات ) لأن السموات تطلق على المبنية
Ibn Salama
قال:نِسْبَةُ الْأَفْلَاكِ وَمَا فِيهَا بِالنِّسْبَةِ إلَى الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةِ فِي فَلَاةٍ
لكن حديث الحلقة هو عن السماوات السبع لا أفلاك الكواكب السبعة.
والسبب هو أنه كان يخلط بين الأفلاك والسماوات
Abdullah Alkulify
السماوات تسمى أفلاك باعتبار دائريتها وهذا مذهب السلف معروف وعليه يدل على حديث الأوعال أن السماوات فلكية بمعنى دائرية وفيها رسالة ابن حزم استدارة الأفلاك والكلام ليس عن الكواكب فالكواكب كلها في السماء الأولى فكلمة يخلط سوء تعبير ناشيء عن سوء فهم واقرآ رسالة ابن حزم استدارة الأفلاك وما ذكره الشيخ في شرح الأحاديث والآثار في باب ولا علاقة للموضوع ببطليموس
Abdullah Alkulify
وهذا ظاهر القرآن ( وكل في فلك يسبحون ) والسباحة في محيط السماء الدنيا والله سماها فلك
Ibn Salama
فعلا الأفلاك غير السماوات السبع، لكن هذا لا يمنع أن ابن تيمية كان يرجح أنهما واحد. وهو معنى "الخلط" الذي كنت أقصده.
فقال في مجموع الفتاوى:
أما قوله - أي السائل -: الأفلاك هل هي السموات أو غيرها؟ ففي ذلك قولان معروفان..
[ثم أخذ في باقي الفتوى ينتصر للرأي القائل أنهما واحد!!]
Abdullah Alkulify
أقول لك الأفلاك في كلام الفلاسفة لا علاقة له به ثم يتكلم على المعنى اللغوي للفلك ألا هو الشيء الدائري وهذا ظاهر الأخبار والمنقول عن السلف أن السماوات فلكية لظاهر النص ( وكل في فلك يسبحون ) فهل السباحة في غير السماء ، ادرسوا المسائل وتفكروا فيها جيداً وتعلموا الكلام بألفاظ مؤدبة مع علماء الأمة وتعلموا فهم حجة الطرف الآخر البحث ليس جدلاً والسلام
Ibn Salama
الشيخ كان يجيب في الفتوى عن سؤال فلكي لا فلسفي، وسأحضر النص ليتضح السياق.
"وسئل شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -:
عن خلق السموات والأرض وتركيب النيرين والكواكب هل هي مثبتة في الأفلاك والأفلاك تتحرك بها؟ أم هي تتحرك والفلك ثابت؟ أم كلاهما متحرك؟ وهل الأفلاك هي السموات أم غيرها؟ وهل تختص النجوم بالسماء الدنيا؟ وهل إذا كان الشمس والقمر في بعض السموات يضيء نورها جميع السموات؟ وهل ينتقلان من سماء إلى سماء؟ وهل الأرضون سبع أو بينهن خلق أو بعضهن فوق بعض؟ وهل أطراف السموات على جبل أم الأرض في السماء كالبيضة في قشرها والبحر تحت ذلك والريح تحته؟ وهل فوق السموات بحر تحت العرش.
فأجاب:
الحمد لله، هذه المسائل تحتاج إلى بسط كثير لا تحتمله هذه الورقة والسائل عن هذه المسائل يحتاج إلى معرفة علوم متعددة ليجاب بالأجوبة الشافية فإن فيها نزاعا وكلاما طويلا لكن نذكر له بحسب الحال. أما قوله: الأفلاك هل هي السموات أو غيرها؟ ففي ذلك قولان معروفان للناس لكن الذين قالوا إن هذا هو هذا احتجوا بقوله تعالى: {ألم تروا كي فخلق الله سبع سماوات طباقا} {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} قالوا: فأخبر الله أن القمر في السموات. وقد قال تعالى: {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} وقال تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} . فأخبر في الآيتين أن القمر في الفلك؛ كما أخبر أنه في السموات ولأن الله أخبر أنا نرى السموات بقوله: {الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير} . وقال: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} وأمثال ذلك من النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة؛ والمشاهد هو الفلك؛ فدل على أن أحدهما هو الآخر. وأما قوله: هل الشمس والقمر تحركان بدون الفلك أم حركتهما بحركة الفلك ففيه نزاع أيضا؛ لكن جمهور الناس على أن حركتهما بحركة الفلك"
(مجموع الفتاوى) (6/ 592)
"وقد قال بعضهم: إن الأفلاك غير السموات لكن رد عليه غيره هذا القول بأن الله تعالى قال: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا} {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} فأخبر أنه جعل القمر فيهن وقد أخبر أنه في الفلك وليس هذا موضع بسط الكلام في هذا"
(مجموع الفتاوى) (6/ 557)
Abdullah Alkulify
أنت تجادل فقط السؤال الشيخ ذكر فيه آيات وتكلم عن المعنى اللغوي للأفلاك فالشيخ انفصل بالبحث بالأدلة الشرعية التي يحسنها والأفلاك عند الفلاسفة تسعة وقد قال بعض الناس أن الكرسي هو الثامن والعرش التاسع ورد عليهم الشيخ وبين أن حصر التسعة لا دليل عليه لهذا قلت لك أنه لا علاقة له بكلام بطليموس
Abdullah Alkulify
والسؤال يقول وهل تحت العرش ماء ؟ فهل هذا يتكلم عن فلك محض أم عن بحث شرعي أيضاً ، انا مشغول وأنت أشغلتني بزيادة بنقاشك هذا الذي فقط تريد أن تفوز فيه بنقطة وكأننا نلعب كرة السلة ، تأمل في المسالة جيداً وخصوصاً في الأدلة التي ذكرها الشيخ واقرأ أجوبته كلها وخصوصاً الرسالة العرشية الرسالة الطويلة ورسالة استدارة الأفلاك لابن حزم وما ذكروه من الأدلة الشرعية ولم يتعرضوا بالذكر للكواكب الموجودة في السماء الأولى فحسب بل كان الكلام على السماوات
Ibn Salama
المسألة واضحة جدا يا شيخ عبد الله!
والمستفتي كان واضحا في سؤاله عن (الكواكب هل هي مثبتة في الأفلاك والأفلاك تتحرك بها؟ أم هي تتحرك والفلك ثابت؟) وكان الإمام واضحا في إجابته، خصوصا عندما فصّل مسألة فلك الشمس وفلك القمر (المحسوبين من ضمن الأفلاك في نظام بطليموس وعلم الهيئة القديمة كما هو معروف)
وكان المستفتي واضحا في سؤاله عن (الأفلاك هل هي السموات أو غيرها) فأجابه ابن تيمية بالقول الخطأ للأسف عندما قال [النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة؛ والمشاهد هو الفلك؛ فدل على أن أحدهما هو الآخر]
لا يعيب ابن تيمية خطأه في مسألة ولا اجتهاده في ترجيح رأي على الآخر. لكن الحق أحب لنا من ابن تيمية
Abdullah Alkulify
الشيء الوحيد الواضح أنك تجادل بغير فهم كلمة ( أفلاك ) تعني دائرية فهل تؤمن أن السماوات ليست فلكية بهذا الاعتبار مخالفة لظاهر القرآن والأحاديث والإجماع ؟ أجب بنعم أم بلا فحسب
Abdullah Alkulify
الشيخ قال ( القمر في الفلك ) وأنت تقول الشيخ قال ( القمر فلك ) علماً بأنه قد يقال هذا باعتبار دائريته ولكنني أكلمك عن موضوع الخلط الذي يشبه تخاليط المستشرقين بين قول الشيخ ( القمر في الفلك ) و ( القمر فلك )
Abdullah Alkulify
ومنذ دخلت الفيس بوك وأنا أرى نماذج عجيبة من الناس واليوم أرى نموذجاً جديداً يأتي إنسان لشخص يتكلم بأدلة من القرآن والسنة فيقول كلامه هذا باطل والحق أحب إلينا دون أدنى جواب على البحث الشرعي فقط لوجود تقاطع في ذهن المتكلم بين هذا الكلام وكلام آخر له سياقاته إنا لله وإنا إليه راجعون
Abdullah Alkulify
والشيخ يقول في بقية الفتوى التي نقلت منها جزءاً :" مَّا النُّجُومُ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهَا زِينَةٌ لِلسَّمَاءِ الدُّنْيَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} وَقَالَ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} فَقَالَ بَعْضُ مَنْ قَالَ إنَّ الْأَفْلَاكَ غَيْرُ السَّمَوَاتِ وَإِنَّ الْمُرَادَ بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا هُنَا الْفَلَكُ الثَّامِنُ الَّذِي يَذْكُرُ أَهْلُ الْهَيْئَةِ أَنَّ الْكَوَاكِبَ الثَّابِتَةَ فِيهِ وَادَّعَوْا أَنَّ تِلْكَ هِيَ السَّمَوَاتُ الْعُلَى وَأَنَّ الْأَفْلَاكَ هِيَ السَّمَوَاتُ الدُّنْيَا وَلَكِنَّ هَذَا قَوْلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلٍ ضَعِيفٍ. وَأَيْضًا فَإِنَّ الَّذِي نَشْهَدُهُ هُوَ الْكَوَاكِبُ. وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} {الْجَوَارِي الْكُنَّسِ} وَالْخُنُوسُ الِاخْتِفَاءُ وَذَلِكَ قَبْلَ ظُهُورِهَا مِنْ الْمَشْرِقِ. وَالْكُنُوسُ رُجُوعُهَا مِنْ جِهَةِ الْمَغْرِبِ فَمَا خَنَسَ قَبْلَ ظُهُورِهَا كَنَسَ بَعْدَ مَغِيبِهَا جَوَارٍ حَالَ ظُهُورِهَا تَجْرِي مِنْ الْمَشْرِقِ إلَى الْمَغْرِبِ.وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فِي الْفَلَكِ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَا تَنْتَقِلُ مِنْ سَمَاءٍ إلَى سَمَاءٍ. وَلَيْسَتْ السَّمَوَاتُ مُتَّصِلَةً بِالْأَرْضِ لَا عَلَى جَبَلِ قَافٍ وَلَا غَيْرِهِ؛ بَلْ الْأَفْلَاكُ مُسْتَدِيرَةٌ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرُهُمْ. فَذَكَرَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي وَأَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمْ إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قَالَ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ. وَالْفَلَكُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ: تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ. وَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ أَرَضِينَ بَعْضَهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ طوقه مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْأَنْبَارِيُّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ وَأَرَادَ بِهِ إجْمَاعَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ."
Ibn Salama
الخلاف ليس في المسألة بل في هل كان ابن تيمية يرجح القول الخطأ أم القول الصواب!
نعم السماوات فلكية الشكل ومستديرة. وطبعا أفلاك الكواكب السيارة ليست هي السماوات السبع.
هذه هي "المسألة". أما رأي ابن تيمية فيها فهو محل الخلاف هنا، ولن يؤثر شيئا في المسألة.
فإن كنت ترى أنه لم يكن يقصد أفلاك الكواكب عندما قال أن الأفلاك هي السماوات، إذن رأيه كان صحيحا. لكن كلامه يخالف هذا للأسف وينضح (نصا ظاهرا وسياقا) بأنه كان يميل للرأي الخاطئ القائل أن أفلاك الكواكب هي نفسها السماوات.
وكان المعارضون لثبات الأرض يشغبون علينا بقولة ابن تيمية هذه ويقولون: "ما دمتم تبجلون ابن تيمية وتظنون أنه أقرب للحق فنحن نلزمكم بأن الإسلام يقول أن أفلاك الكواكب هي نفسها السماوات"
وكان ردنا عليهم ساعتها هو أن رأي ابن تيمية هو اجتهاد خاطئ جانبه الصواب.
-----
ماذا كان يقصد ابن تيمية بهذه الجملة: [وَلَيْسَتْ السَّمَوَاتُ مُتَّصِلَةً بِالْأَرْضِ لَا عَلَى جَبَلِ قَافٍ وَلَا غَيْرِهِ؛ بَلْ الْأَفْلَاكُ مُسْتَدِيرَةٌ] ؟
لماذا عاب على [مَنْ قَالَ إنَّ الْأَفْلَاكَ غَيْرُ السَّمَوَاتِ] ؟
لماذا ذكر [النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة؛ والمشاهد هو الفلك؛ فدل على أن أحدهما هو الآخر] ؟
لماذا عندما سُئل عن "أفلاك الكواكب وهل هي السماوات أم لا" بدأ يتكلم عن فلك الشمس وفلك القمر ؟
إجابة كل هذه الأسئلة واحدة، وهي لأنه كان يميل للرأي الخطأ القائل أن السماوات هي نفسها أفلاك الكواكب!!
أي كان يظن أن معنى أن القمر في الفلك الأول وأن الشمس في الفلك الرابع هو أن القمر في السماء الأولى والشمس في السماء الرابعة!!
بل وأخذ يستدل بآية (القمر فيهن نورا) وقال [أخبر في الآيتين أن القمر في الفلك؛ كما أخبر أنه في السموات ولأن الله أخبر أنا نرى السموات]
الخلاصة: ابن تيمية كان يرجح الرأي الخطأ في مسألة هل أفلاك الكواكب هي نفسها السماوات أم لا.
هو اختلاف بسيط حول "موقف ابن تيمية من المسألة" وليس اختلافا في المسألة ذاتها.
أي مجرد نقاش تاريخي لتوضيح خلط ابن تيمية بين أفلاك الكواكب وبين السماوات السبع
أما المسألة ذاتها فمحسومة عند الطرفين والحمد لله، إذ قال ابن حجر العسقلاني: "والحق أن الشمس في الفلك الرابع، والسموات السبع عند أهل الشرع غير الأفلاك، خلافا لأهل الهيئة"
(فتح الباري لابن حجر) (6/ 340)
=====
هو مجرد سوء تفاهم، وأظن الاختلاف "لفظي" في المقام الأول ونتيجة لتصور أهل عصر ابن تيمية لمعنى كلمة "فلك"..
حيث ظنوا - وظن العالم كله تقريبا وقتها - بأن أفلاك الكواكب كرات حقيقية مصنوعة من مادة.. ولهذا وقع الخلط بينها وبين السماوات.
"وقد قال بعضهم: إن الأفلاك غير السموات لكن رد عليه غيره هذا القول بأن الله تعالى قال: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا} {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} فأخبر أنه جعل القمر فيهن وقد أخبر أنه في الفلك وليس هذا موضع بسط الكلام في هذا"
(مجموع الفتاوى) (6/ 557)
وفكرة أن الأفلاك مصنوعة من مادة صلبة كانت فكرة مسيطرة تماما على القدماء، ولم يتم تفنيدها علميا إلا على يد تيخو براهي عندما لاحظ أن مسار المذنبات يمر بالكواكب (كوكب بعد الآخر) دون أن "يرتطم" في شيء شفاف أو يصطدم بمادة "فلك" الكواكب.
فعلمنا أن الكواكب لا تسير في مواد كريستالية صلبة شفافة كما كان الفلكيون يظنون.
وهذه عينة من كلام الإعجازيين الذين استغلوا خلط ابن تيمية بين أفلاك الكواكب السبعة وبين طبقات السماوات السبعة
انظر أيضا:
Abdullah Alkulify
وقال الشيخ أيضاً :" ثبت بالكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة أن الأفلاك مستديرة، قال الله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ والنَّهارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ} (1) ، وقال: {وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (2) ، وقال تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغي لَهَا أنْ تُدْرِكَ القَمَرَ ولا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (3) .
قال ابن عباس: في فلكة مثل فلكة المغزل. وهكذا هو في ((لسان العرب)) : الفلك الشيء المستدير، ومنه يقال: تفلك ثدي الجارية إذا استدار، قال تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ويُكّوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ} (4) ، والتكوير: هو التدوير، ومنه قيل: كار العمامة، وكورها إذا أدارها، ومنه قيل للكرة كرة، وهي الجسم المستدير، ولهذا يقال للأفلاك: كروية الشكل؛ لأن أصل الكرة كورة، تحركت الواو وانفتح ما قلبها فقلبت ألفاً، وكورت الكارة إذا دورتها، ومنه الحديث: ((إن الشمس والقمر يكوران يوم القيامة كأنهما ثوران في نار جهنم)) (5) ، وقال تعالى: {الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبانٍ} (6) مثل حسبان الرحا، وقال: {مَّا تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مَنْ تَفَاوتٍ} (1) ، وهذا إنما يكون فيما يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما؛ فإنه يتفاوت لأن زواياه مخالفة لقوائمه، والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي، ليس بعضه مخالفاً لبعض.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك. فقال: ((ويحك! إن الله لا يُستشفع به على أحد من خلقه، إن شأنه أعظم من ذلك، إن عرشه على سماواته هكذا)) وقال بيده مثل القبة: ((وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد براكبه)) (2) . رواه أبو داود وغيره من حديث جبير بن مطعم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي ((الصحيحين)) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا سألتم الله الجنة؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن)) (3) ؛ فقد أخبر أن الفردوس هي الأعلى والأوسط، وهذا لا يكون إلا في الصورة المستديرة، فأما المربع ونحوه؛ فليس أوسطه أعلاه، بل هو متساوٍ.
وأما إجماع العلماء؛ فقال إياس بن معاوية - الإمام المشهور قاضي البصرة من التابعين -: السماء على الأرض مثل القبة.
وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين: أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.
قال: ويدل على ذلك أن الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلاً على ترتيب واحد في حركاتها ومقادير أجزائها إلى أن تتوسط السماء، ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعها دوراً واحداً.
قال: وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة.
قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب.
قال: فكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة في الدائرة، يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يُرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد، فيدل ذلك على بُعْد ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد، فاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء"
Ibn Salama
مع ملاحظة أن ابن تيمية كان يخلط أحيانا بين أفلاك الكواكب السبعة وبين طبقات السماوات السبعة.. حيث كان الفلك القديم تابع لفكرة بطليموس القائلة أن أفلاك الكواكب صلبة ومصنوعة من مادة قوية شفافة وسميكة
Abdullah Alkulify
الشيخ لم يكن يخلط وهذه كلمة لا تنبغي الأفلاك كانت تسعة في نظرية بطليموس وبعضهم قال أن العرش هو الفلك التاسع وقد ألف الشيخ رسالته العرشية للرد على هذا الزعم والسماء في لغة العرب كل ما علا فوقك ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) ( فليمدد بسبب إلى السماء ) يعني السقف لهذا الشمس سماء والقمر سماء ولكن السماوات السبع المبنية شيء آخر وقد تكلم في بيان التلبيس على الفرق جلياً ولهذا قولك ( الله في السماء ) لا ينافي ( الله فوق العرش ) لأن ما فوق العرش سماء لأن السماء كل ما علا بخلاف كلمات السماوات فيقال ( الله في السماء ) ولا يقال ( الله في السموات ) لأن السموات تطلق على المبنية
Ibn Salama
قال:نِسْبَةُ الْأَفْلَاكِ وَمَا فِيهَا بِالنِّسْبَةِ إلَى الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةِ فِي فَلَاةٍ
لكن حديث الحلقة هو عن السماوات السبع لا أفلاك الكواكب السبعة.
والسبب هو أنه كان يخلط بين الأفلاك والسماوات
Abdullah Alkulify
السماوات تسمى أفلاك باعتبار دائريتها وهذا مذهب السلف معروف وعليه يدل على حديث الأوعال أن السماوات فلكية بمعنى دائرية وفيها رسالة ابن حزم استدارة الأفلاك والكلام ليس عن الكواكب فالكواكب كلها في السماء الأولى فكلمة يخلط سوء تعبير ناشيء عن سوء فهم واقرآ رسالة ابن حزم استدارة الأفلاك وما ذكره الشيخ في شرح الأحاديث والآثار في باب ولا علاقة للموضوع ببطليموس
Abdullah Alkulify
وهذا ظاهر القرآن ( وكل في فلك يسبحون ) والسباحة في محيط السماء الدنيا والله سماها فلك
Ibn Salama
فعلا الأفلاك غير السماوات السبع، لكن هذا لا يمنع أن ابن تيمية كان يرجح أنهما واحد. وهو معنى "الخلط" الذي كنت أقصده.
فقال في مجموع الفتاوى:
أما قوله - أي السائل -: الأفلاك هل هي السموات أو غيرها؟ ففي ذلك قولان معروفان..
[ثم أخذ في باقي الفتوى ينتصر للرأي القائل أنهما واحد!!]
Abdullah Alkulify
أقول لك الأفلاك في كلام الفلاسفة لا علاقة له به ثم يتكلم على المعنى اللغوي للفلك ألا هو الشيء الدائري وهذا ظاهر الأخبار والمنقول عن السلف أن السماوات فلكية لظاهر النص ( وكل في فلك يسبحون ) فهل السباحة في غير السماء ، ادرسوا المسائل وتفكروا فيها جيداً وتعلموا الكلام بألفاظ مؤدبة مع علماء الأمة وتعلموا فهم حجة الطرف الآخر البحث ليس جدلاً والسلام
Ibn Salama
الشيخ كان يجيب في الفتوى عن سؤال فلكي لا فلسفي، وسأحضر النص ليتضح السياق.
"وسئل شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -:
عن خلق السموات والأرض وتركيب النيرين والكواكب هل هي مثبتة في الأفلاك والأفلاك تتحرك بها؟ أم هي تتحرك والفلك ثابت؟ أم كلاهما متحرك؟ وهل الأفلاك هي السموات أم غيرها؟ وهل تختص النجوم بالسماء الدنيا؟ وهل إذا كان الشمس والقمر في بعض السموات يضيء نورها جميع السموات؟ وهل ينتقلان من سماء إلى سماء؟ وهل الأرضون سبع أو بينهن خلق أو بعضهن فوق بعض؟ وهل أطراف السموات على جبل أم الأرض في السماء كالبيضة في قشرها والبحر تحت ذلك والريح تحته؟ وهل فوق السموات بحر تحت العرش.
فأجاب:
الحمد لله، هذه المسائل تحتاج إلى بسط كثير لا تحتمله هذه الورقة والسائل عن هذه المسائل يحتاج إلى معرفة علوم متعددة ليجاب بالأجوبة الشافية فإن فيها نزاعا وكلاما طويلا لكن نذكر له بحسب الحال. أما قوله: الأفلاك هل هي السموات أو غيرها؟ ففي ذلك قولان معروفان للناس لكن الذين قالوا إن هذا هو هذا احتجوا بقوله تعالى: {ألم تروا كي فخلق الله سبع سماوات طباقا} {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} قالوا: فأخبر الله أن القمر في السموات. وقد قال تعالى: {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} وقال تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} . فأخبر في الآيتين أن القمر في الفلك؛ كما أخبر أنه في السموات ولأن الله أخبر أنا نرى السموات بقوله: {الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير} . وقال: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} وأمثال ذلك من النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة؛ والمشاهد هو الفلك؛ فدل على أن أحدهما هو الآخر. وأما قوله: هل الشمس والقمر تحركان بدون الفلك أم حركتهما بحركة الفلك ففيه نزاع أيضا؛ لكن جمهور الناس على أن حركتهما بحركة الفلك"
(مجموع الفتاوى) (6/ 592)
"وقد قال بعضهم: إن الأفلاك غير السموات لكن رد عليه غيره هذا القول بأن الله تعالى قال: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا} {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} فأخبر أنه جعل القمر فيهن وقد أخبر أنه في الفلك وليس هذا موضع بسط الكلام في هذا"
(مجموع الفتاوى) (6/ 557)
Abdullah Alkulify
أنت تجادل فقط السؤال الشيخ ذكر فيه آيات وتكلم عن المعنى اللغوي للأفلاك فالشيخ انفصل بالبحث بالأدلة الشرعية التي يحسنها والأفلاك عند الفلاسفة تسعة وقد قال بعض الناس أن الكرسي هو الثامن والعرش التاسع ورد عليهم الشيخ وبين أن حصر التسعة لا دليل عليه لهذا قلت لك أنه لا علاقة له بكلام بطليموس
Abdullah Alkulify
والسؤال يقول وهل تحت العرش ماء ؟ فهل هذا يتكلم عن فلك محض أم عن بحث شرعي أيضاً ، انا مشغول وأنت أشغلتني بزيادة بنقاشك هذا الذي فقط تريد أن تفوز فيه بنقطة وكأننا نلعب كرة السلة ، تأمل في المسالة جيداً وخصوصاً في الأدلة التي ذكرها الشيخ واقرأ أجوبته كلها وخصوصاً الرسالة العرشية الرسالة الطويلة ورسالة استدارة الأفلاك لابن حزم وما ذكروه من الأدلة الشرعية ولم يتعرضوا بالذكر للكواكب الموجودة في السماء الأولى فحسب بل كان الكلام على السماوات
Ibn Salama
المسألة واضحة جدا يا شيخ عبد الله!
والمستفتي كان واضحا في سؤاله عن (الكواكب هل هي مثبتة في الأفلاك والأفلاك تتحرك بها؟ أم هي تتحرك والفلك ثابت؟) وكان الإمام واضحا في إجابته، خصوصا عندما فصّل مسألة فلك الشمس وفلك القمر (المحسوبين من ضمن الأفلاك في نظام بطليموس وعلم الهيئة القديمة كما هو معروف)
وكان المستفتي واضحا في سؤاله عن (الأفلاك هل هي السموات أو غيرها) فأجابه ابن تيمية بالقول الخطأ للأسف عندما قال [النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة؛ والمشاهد هو الفلك؛ فدل على أن أحدهما هو الآخر]
لا يعيب ابن تيمية خطأه في مسألة ولا اجتهاده في ترجيح رأي على الآخر. لكن الحق أحب لنا من ابن تيمية
Abdullah Alkulify
الشيء الوحيد الواضح أنك تجادل بغير فهم كلمة ( أفلاك ) تعني دائرية فهل تؤمن أن السماوات ليست فلكية بهذا الاعتبار مخالفة لظاهر القرآن والأحاديث والإجماع ؟ أجب بنعم أم بلا فحسب
Abdullah Alkulify
الشيخ قال ( القمر في الفلك ) وأنت تقول الشيخ قال ( القمر فلك ) علماً بأنه قد يقال هذا باعتبار دائريته ولكنني أكلمك عن موضوع الخلط الذي يشبه تخاليط المستشرقين بين قول الشيخ ( القمر في الفلك ) و ( القمر فلك )
Abdullah Alkulify
ومنذ دخلت الفيس بوك وأنا أرى نماذج عجيبة من الناس واليوم أرى نموذجاً جديداً يأتي إنسان لشخص يتكلم بأدلة من القرآن والسنة فيقول كلامه هذا باطل والحق أحب إلينا دون أدنى جواب على البحث الشرعي فقط لوجود تقاطع في ذهن المتكلم بين هذا الكلام وكلام آخر له سياقاته إنا لله وإنا إليه راجعون
Abdullah Alkulify
والشيخ يقول في بقية الفتوى التي نقلت منها جزءاً :" مَّا النُّجُومُ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهَا زِينَةٌ لِلسَّمَاءِ الدُّنْيَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} وَقَالَ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} فَقَالَ بَعْضُ مَنْ قَالَ إنَّ الْأَفْلَاكَ غَيْرُ السَّمَوَاتِ وَإِنَّ الْمُرَادَ بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا هُنَا الْفَلَكُ الثَّامِنُ الَّذِي يَذْكُرُ أَهْلُ الْهَيْئَةِ أَنَّ الْكَوَاكِبَ الثَّابِتَةَ فِيهِ وَادَّعَوْا أَنَّ تِلْكَ هِيَ السَّمَوَاتُ الْعُلَى وَأَنَّ الْأَفْلَاكَ هِيَ السَّمَوَاتُ الدُّنْيَا وَلَكِنَّ هَذَا قَوْلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلٍ ضَعِيفٍ. وَأَيْضًا فَإِنَّ الَّذِي نَشْهَدُهُ هُوَ الْكَوَاكِبُ. وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} {الْجَوَارِي الْكُنَّسِ} وَالْخُنُوسُ الِاخْتِفَاءُ وَذَلِكَ قَبْلَ ظُهُورِهَا مِنْ الْمَشْرِقِ. وَالْكُنُوسُ رُجُوعُهَا مِنْ جِهَةِ الْمَغْرِبِ فَمَا خَنَسَ قَبْلَ ظُهُورِهَا كَنَسَ بَعْدَ مَغِيبِهَا جَوَارٍ حَالَ ظُهُورِهَا تَجْرِي مِنْ الْمَشْرِقِ إلَى الْمَغْرِبِ.وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فِي الْفَلَكِ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَا تَنْتَقِلُ مِنْ سَمَاءٍ إلَى سَمَاءٍ. وَلَيْسَتْ السَّمَوَاتُ مُتَّصِلَةً بِالْأَرْضِ لَا عَلَى جَبَلِ قَافٍ وَلَا غَيْرِهِ؛ بَلْ الْأَفْلَاكُ مُسْتَدِيرَةٌ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرُهُمْ. فَذَكَرَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي وَأَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمْ إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قَالَ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ. وَالْفَلَكُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ: تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ. وَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ أَرَضِينَ بَعْضَهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ طوقه مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْأَنْبَارِيُّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ وَأَرَادَ بِهِ إجْمَاعَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ."
Ibn Salama
الخلاف ليس في المسألة بل في هل كان ابن تيمية يرجح القول الخطأ أم القول الصواب!
نعم السماوات فلكية الشكل ومستديرة. وطبعا أفلاك الكواكب السيارة ليست هي السماوات السبع.
هذه هي "المسألة". أما رأي ابن تيمية فيها فهو محل الخلاف هنا، ولن يؤثر شيئا في المسألة.
فإن كنت ترى أنه لم يكن يقصد أفلاك الكواكب عندما قال أن الأفلاك هي السماوات، إذن رأيه كان صحيحا. لكن كلامه يخالف هذا للأسف وينضح (نصا ظاهرا وسياقا) بأنه كان يميل للرأي الخاطئ القائل أن أفلاك الكواكب هي نفسها السماوات.
وكان المعارضون لثبات الأرض يشغبون علينا بقولة ابن تيمية هذه ويقولون: "ما دمتم تبجلون ابن تيمية وتظنون أنه أقرب للحق فنحن نلزمكم بأن الإسلام يقول أن أفلاك الكواكب هي نفسها السماوات"
وكان ردنا عليهم ساعتها هو أن رأي ابن تيمية هو اجتهاد خاطئ جانبه الصواب.
-----
ماذا كان يقصد ابن تيمية بهذه الجملة: [وَلَيْسَتْ السَّمَوَاتُ مُتَّصِلَةً بِالْأَرْضِ لَا عَلَى جَبَلِ قَافٍ وَلَا غَيْرِهِ؛ بَلْ الْأَفْلَاكُ مُسْتَدِيرَةٌ] ؟
لماذا عاب على [مَنْ قَالَ إنَّ الْأَفْلَاكَ غَيْرُ السَّمَوَاتِ] ؟
لماذا ذكر [النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة؛ والمشاهد هو الفلك؛ فدل على أن أحدهما هو الآخر] ؟
لماذا عندما سُئل عن "أفلاك الكواكب وهل هي السماوات أم لا" بدأ يتكلم عن فلك الشمس وفلك القمر ؟
إجابة كل هذه الأسئلة واحدة، وهي لأنه كان يميل للرأي الخطأ القائل أن السماوات هي نفسها أفلاك الكواكب!!
أي كان يظن أن معنى أن القمر في الفلك الأول وأن الشمس في الفلك الرابع هو أن القمر في السماء الأولى والشمس في السماء الرابعة!!
بل وأخذ يستدل بآية (القمر فيهن نورا) وقال [أخبر في الآيتين أن القمر في الفلك؛ كما أخبر أنه في السموات ولأن الله أخبر أنا نرى السموات]
الخلاصة: ابن تيمية كان يرجح الرأي الخطأ في مسألة هل أفلاك الكواكب هي نفسها السماوات أم لا.
هو اختلاف بسيط حول "موقف ابن تيمية من المسألة" وليس اختلافا في المسألة ذاتها.
أي مجرد نقاش تاريخي لتوضيح خلط ابن تيمية بين أفلاك الكواكب وبين السماوات السبع
أما المسألة ذاتها فمحسومة عند الطرفين والحمد لله، إذ قال ابن حجر العسقلاني: "والحق أن الشمس في الفلك الرابع، والسموات السبع عند أهل الشرع غير الأفلاك، خلافا لأهل الهيئة"
(فتح الباري لابن حجر) (6/ 340)
=====
هو مجرد سوء تفاهم، وأظن الاختلاف "لفظي" في المقام الأول ونتيجة لتصور أهل عصر ابن تيمية لمعنى كلمة "فلك"..
حيث ظنوا - وظن العالم كله تقريبا وقتها - بأن أفلاك الكواكب كرات حقيقية مصنوعة من مادة.. ولهذا وقع الخلط بينها وبين السماوات.
"وقد قال بعضهم: إن الأفلاك غير السموات لكن رد عليه غيره هذا القول بأن الله تعالى قال: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا} {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} فأخبر أنه جعل القمر فيهن وقد أخبر أنه في الفلك وليس هذا موضع بسط الكلام في هذا"
(مجموع الفتاوى) (6/ 557)
وفكرة أن الأفلاك مصنوعة من مادة صلبة كانت فكرة مسيطرة تماما على القدماء، ولم يتم تفنيدها علميا إلا على يد تيخو براهي عندما لاحظ أن مسار المذنبات يمر بالكواكب (كوكب بعد الآخر) دون أن "يرتطم" في شيء شفاف أو يصطدم بمادة "فلك" الكواكب.
فعلمنا أن الكواكب لا تسير في مواد كريستالية صلبة شفافة كما كان الفلكيون يظنون.
وهذه عينة من كلام الإعجازيين الذين استغلوا خلط ابن تيمية بين أفلاك الكواكب السبعة وبين طبقات السماوات السبعة
http://quran-m.com/quran/printarticles/2446
فوجب توضيح أن رأيه مرجوح في المسألة، وأن الحق هو كما قال ابن حجر: أن السماوات غير الأفلاكانظر أيضا:
http://aboutsalama.blogspot.com.eg/2015/03/Humanism.html
وأقوال العلماء في التفريق بين السماوات والأفلاك
http://aboutsalama.blogspot.com.eg/2015/11/blog-post_25.html
وأقوال العلماء في التفريق بين السماوات والأفلاك
http://aboutsalama.blogspot.com.eg/2015/11/blog-post_25.html
وكلام ابن حزم في (الفصل في الملل والأهواء والنحل) (2/ 79) عند قوله
"وقد اعترض القاضي منذر بن سعيد في هذا فجعل الأفلاك غير السموات"
تعليقات
إرسال تعليق