عمر الأرض

تعقيبا على تدوينة (إلقاء الجبال)
يبدو أن الموضوع مس وترا حساسا عند البعض، لدرجة أن أحدهم ثار لرفضي النظرية الجيولوجية والبيولوجية الحديثة التي تعارض الحقائق الإسلامية.. وكأنها أصنام لآلهة لا يجب مساسها أو التعرض لها بالنقد!
فكان هذا فرصة لكتابة رأيي في الموضوع بصراحة ووضوح.


بالنسبة لتقدير عمر الأرض حسب النظريات الجيولوجية، وتقدير عمر البشرية حسب النظريات البيولوجية والأنثروبولوجية، فهي أرقام خاطئة، خرافية، مخالفة للحقيقة

مثلا، من المواقف الطريفة الخاصة بطرق تحديد العمر المفترض للأشياء بالأشعة، أن رسومات أثرية وجدت في جنوب أفريقيا تم تحديد عمرها في معامل أوكسفورد بأنه 1200 سنة
قدرا، اتضح فيما بعد أن مسز جوان أهرينز، مواطنة بالعاصمة كيب-تاون، كانت قد رسمتها منذ بضعة سنوات فقط!
http://answersingenesis.org/.../brushwork-beats-boffins
أيضا من المواقف الطريفة بخصوص تحديد أعمار الصخور بناء على نظريات الجيولوجيين.. أن صخور بركان نيوزيلندي في الخمسينيات تم إرسالها للمعامل دون إخبارهم بأنها متكونة حديثا، فكانت النتيجة أن المعمل حدد عمرها بـ 3 ونصف مليون سنة!
http://creation.com/radioactive-dating-failure

الخطأ هو في النظرية ذاتها.. قلبها ولُبها، وليس مجرد الحالات التي تم كشف اضطرابها
النظرة الجيولوجية لا تأخذ في الحسبان مثلا تأثير طوفان نوح على نوعية وتوزيعات وترسبات طبقات الأرض!

حدث حقيقي هام ومع ذلك لا يتم حساب تأثيره، وبالتالي تخرج تقديراتهم الجزافية اعتباطية!
ولهذا نحاول تصحيح المسار من "البداية".. من الجذر.. راديكاليًا إن صح التعبير
=====
البعض لا يعير الآيات القرآنية أهمية ولا يراها ضابطة ولا حاكمة لمعلومات الإنسان عن الأرض والكون!
عند التعارض بين وحي ونظرية، أنا أقدّم الوحي وأرفض النظرية
وهو ترتيب أولويات محسوم عندي من سنين والحمد لله
لكن المنبهرين بنظريات الغرب يحاولون إراحة الشك في قلوبهم - في حالة التعارض - عن طريق تغيير معنى الوحي وتشويهه لأقصى حد إلى أن يتوافق - غصبا - مع النظرية!
وهنا جعلوا النظرية إيمانا مساوٍ لـ - بل وأحيانا أعلى من - النص المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!

=====
توضيح أحد الأخطاء الأساسية في طريقة استنتاج أعمار طبقات الأرض:

النظرة التجريبية تقوم على افتراض أن كل شيء يحدث الآن كان يحدث بنفس المعدل في السابق إلا أن يظهر دليل على حدوث استثناء، ويكون دليلا موجودا الآن.
وفي نفس الوقت لا يقبلون أن يكون الدليل "منقولا" تاريخيا أو عن طريق وحي
وفي نفس الوقت يعملون بناءً على افتراض أساسي وهو أن الطبيعة هي ما تفعل الأشياء وأنه لا يوجد شيء فوق الطبيعة قام في الماضي بأشياء قاهرة لها.

وانطلاقا من هذه الافتراضات - التي هي افتراضات إلحادية لا تعترف بوجود خلق من العدم ولا بوجود معجزات ولا بوجود خوارق للطبيعة ولا بوجود قوة قاهرة فوق الطبيعة، إلخ - يتم بناء ما يسمى المنهج العلمي التجريبي

أين "العلم" في منهج يقوم أساسا وأصلا على افتراضات خاطئة؟!!
المنطق يصف هذا المنهج بـ
Garbage IN --> Garbage OUT
أو بأسلوب "ألطف": ما بني على باطل فهو باطل

وبالتالي إذا درسوا أن التراب في منطقة يترسب حاليا بمعدل سنوي مقداره كذا، يتم "افتراض" أن هذا المعدل كان ثابت دائما لأنه يستحيل مثلا - في منهجهم - أن ينشأ شيء من العدم فجأة بصورة متكاملة (لأن هذا سيضطرهم للاعتراف بوجود خالق!)
وبناء على الافتراض يتم حساب الزمن ونشر العمر التقديري، وجعله حقيقة "علمية"!

ونفس الشيء في خلق الأرض.
فالأرض موجودة.. ويستحيل أن تكون مكوناتها تكونت من العدم أو أن موادها ظهرت فجأة ووضعها إله لغرض واضح ومحدد وهو تيسير حياة الإنسان.. وبناء على المقدمتين السابقتين والافتراضين المذكورين يتم وضع نظرية بديلة (غير نظرية الخلق من العدم، التي تصيبهم بالاشمئزاز!) لمحاولة تبرير ظهور مكونات الأرض كما هي موجودة الآن..
وطبعا هذه النظرية ستحتاج بالضرورة لافتراض أن عمر الأرض ملايين السنين
وهكذا تخرج النظريات علينا ويقبلها الناس بلا معرفة للفرضيات الأولية التي تم بناء النظرية أصلا عليها!

باختصار: أسلوبهم هو
اخرج الإله من المعادلة، وضع بدلا منه "ملايين السنين" في الجيولوجيا والبيولوجي، أو "تريليونات الكيلومترات" في الفلك والكونيات..
وانشرها في مجلة أنيقة، بقلم باحث برابطة عنق أنيقة وألقاب "علمية" أكثر أناقة.. وستقبلها الجماهير على علاتها دون التنقيب عن افتراضاتها الأولية !!
====




فقام المعترض بتحديد هذه الجملة من كلامي ونشرها..
لأنه ينظر لها وكأنها "سبة في جبيني"، في حين أني في الحقيقة أنظر لها كـ"وسام على صدري"!

لهذه الدرجة المؤسفة انحرفت بعض النفوس نتيجة الانهزام النفسي أمام الغرب!

والله المستعان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

الفلك وفلكة المغزل