الجني داخل الآلة
واجهتني عقبة أثناء وضع الإطار العام لقصة: الجني داخل الآلة
المفترض أن أحداث القصة مستقبلية، في فترة 1999 هجريا
العالم تغيّر بشكل كبير بسبب حادثة وقعت سنة 1666 هـ.. اصطلح البشر على تسميتها فيما بعد بـ خ.ح ، أي خرق الحجاب
لسبب غير معروف وقتها انخرق الحجاب الفاصل بين عالم الجن وعالم البشر، وصار بإمكان الجان التفاعل بشكل مادي مباشر مع عالمنا، وإن كان تجسدهم لفترات طويلة ينضب قواهم ويضعفهم
صاحب هذا التحول العالمي شيئان.. كل تكنولوجيا البشر توقفت عن العمل وكأن قوانين الطبيعة نفسها تغيرت وبالتالي لم تعد الكهرباء تعمل ولا شرائح الترانزستور في الأجهزة
ووسط هذه الفوضى قرر الجن دخول حرب مع البشر!!
ولأنهم عدو له طبيعة لا تعرف أسلحة البشر التعامل معها، ولأنهم يظهرون فجأة بلا مقدمات فيقتلون ويسرقون ثم يختفون قبل أن يستطيع البشر مواجهتهم.. ولأن العالم وقتها كان لا يزال مضطربا نتيجة لـ خ. ح ... كان من المتوقع أن ينتصروا
خصوصا وأن دافعهم لإشعال الحرب أيضا كان دافعا نفسيا قويا
وهو فكرة مفادها أنهم كانوا الحكام الأوائل على الأرض قبل آدم، وأنهم مخلوقون قبله وقبل نسله.. وأن "طردهم" للخرائب والجبال وحجبهم عن الأنظار كان - من وجهة نظر بعضهم - نتيجة مباشرة للوجود الإنساني
لكن أمم العالم وقتها انتصرت بمعجزة.. وهذه المعجزة تمثلت في المسلمين!!
ما حدث هو أن أحد المسلمين توصل لطريقة للسيطرة على العدو الخفي وإخضاعه، لا بأسلحة بل بأقوال وأدعية!!
بعد الانتصار تغير العالم تلقائيا
بدأت الديانات الأخرى تفقد الأتباع بأعداد ضخمة ومتزايدة حين رأى الناس أنه من الواضح أن الديانة الحقة هي ما يؤمن به هؤلاء الذين استطاعوا الانتصار على الجان
بدأ العالم يتأقلم تدريجيا مع أسلوب الحياة الجديد غير المعتمد على الكهرباء بل على التقنيات الحياتية القديمة
فظهرت حركة فكرية واجتماعية وأدبية وفنية تستعيد الماضي وتقوم بتقليده
تقليد في الأسماء والأدوات والملابس، إلخ
ثم حدثت نقلة جديدة حين توصل أحدهم لكيفية تسخير ملايين الأسرى الذين نتجوا من الحرب!
طريقة فعلية لإخضاع الجن لرغبات البشر، واستخدامه كمولد ومحرك للطاقة والآلات
وبهذا بدأ عصر "فضاء" جديد يعتمد لا على الوقود ولا المحركات بل يضطلع جني أسير داخل الراحلة الفضائية بمهام التحريك والتوجيه وإدارة أجهزة الراحلة!
فيما بعد، وخلال الـ 300 عام التي مرت بين هذه الأحداث القديمة وبين أحداث القصة، تم تهيئة كوكبين للحياة، وصار السفر بينهما وبين الأرض أشبه بالرحلات العائلية حاليا!! وتدور أحداث القصة خلال رحلة من أحد هذين الكوكبين إلى الكوكب الآخر
=====
عندي الكثير من الـBackStory المكتوبة بالفعل.. لكن شيء تنبهت له هدد المشروع كله بالفشل والانهيار!!
القصة مرتبطة جدا بمسألة الديانة، خصوصا حال العالم بعد هزة عقدية كالتي تصفها القصة، فيجب أن تكون الحبكة قائمة على فهم سليم للإسلام طالما تم اعتماده كقاعدة تنبني الشخصيات والأحداث عليها
والإشكالية هنا هي كيف يمكن تبرير وجود عالم يعتمد في كل حياته على تسخير أسرى من الجن في حين أن هذا ممنوع أصلا في الشريعة؟! بل وغير محتمل أساسا بسبب دعوة سليمان عليه السلام بألا ينبغي هذا المُلك لأحد من بعده!!
(والملك المقصود هو تسخير الجان له والشياطين)
=====
والمشكلة هي أن مسألة تسخير الجن محورية جدا للقصة بحيث لا يمكن حذفها دون انهيار البناء الدرامي كله
فالقصة كانت ستكون تعليقا على المجتمع الموصوف في الرواية، وكيف أنه بمرور الوقت اعتمد أكثر من اللازم على هذه التكنولوجيا الجنية "المريحة" بحيث بدأ الفساد يتسرب للمجتمع ومعه الكسل وحب الراحة
وكان من المفترض أن تنتهي القصة بكسر القيد الذي يجعل الجن أسرى لدى بني آدم، خصوصا عندما يرى القارئ القصة من منظور مارد، الجني الظريف الذي يقوم بدور الراوي في الحكاية، وكيف أنه وُلد في الأسر وكأنه يعاقب على حرب قديمة لا ناقة له فيها ولا جمل
تعليقات
إرسال تعليق