رجل وثور ونسر وأسد
لو فتحت ديوان أمية بن أبي الصلت (طبعة بيروت، تحقيق د/ سجيع جميل الجبيلي ، 1998) صـ49 ، ستجد قصيدة فلكية عجيبة من 15 بيتا
أول بيت من القصيدة يتحدث عن الحياة والموت:
"حيا وميتا لا أبا لك إنما .. طول الحياة كزاد غادٍ ينفد"
أي أن عمر الإنسان كالطعام الذي يحمله المسافر في سفره، ينفد في النهاية
"والشهر بين هلاله ومحاقه أجل لعلم الناس كيف يعدد"
أي أن العمر يشبه حياة القمر، منذ يكون هلالا صغيرا إلى أن يختفي مرة أخرى في نهاية الشهر
وباقي القصيدة هو كالآتي:
لا نقص فيه غير أن خبيئه قمر وساهور يسلّ ويغمد
خرق يهيم كهاجع فى نومه لم يقض ريب نعاسه فيهجد
فإذا مرته ليلتان وراءه فقضى سراه أو كراه يسأد
لمواعد تجرى النجوم أمامه ومعمم بحذائهن مسود
مستخفيا وبنات نعش حوله وعن اليمين إذا يغيب الفرقد
حبس السرافيل الصوافي تحته لا واهن منهم ولا مستوغد
رجل وثور تحت رجل يمينه.. والنسر للأخرى وليث مرصد
حال الدرارى دونه فتجنه لا أن يراه كل من يتلدد
المعنى:
يقول للعرب الجاهليين أن القمر لا يتغير حجمه عندما يتغير شكله، بل هناك غلاف يحجبه رويدا رويدا ثم ينخلع عنه كجراب السيف
وأنه وقت اختفائه في المحاق يكون متحركا، كالسائر في نومه، ثم يعود بعد ليلتين
وأن النجوم تجري أمامه، ويقف وسطهم نجم معين، ثابتا، كسيد يرتدي العمامة، لكنه مختفٍ عن الأنظار
[أي أن النجم القطبي وقتها لم يكن شديد اللمعان]
والنجم القطبي حوله بنات نعش المعروفة (الدب الأصغر) ، ويكون النجم القطبي على يمين نجم الفرقد عندما يغيب الفرقد عن الأنظار مع طلوع الصبح
والآن تأمل معي هذين البيتين:
حُبِس السُرافيل الصوافي تحته.. لا واهن منهم ولا مستوغد
رَجُل وثور تحت رِجل يمينه.. والنسر للأخرى وليث مُرصَد
من السياق الذي قبله نفهم أن الكلام عن النجم القطبي الذي تدور حوله النجوم
وأنه ليس ضعيفا (واهن/مستوغد) بل قويا لدرجة أن الشاعر يصوره بأنه يضع السرافيل تحت قدميه.
فما هي هذه "السُرافيل"؟!
الكلمة ليس المقصود بها الملاك إسرافيل، لأن الكلمة في صيغة الجمع هنا لا المفرد.
المقصود بها هو نوع الملائكة الذي يسميه اليهود ملائكة الـ سرافيم، أي المشتعلة الحارقة الملتهبة، ومفردها سِراف.. وهي مثل الكروبيم، وستجدها في المعاجم العربية
ثم يفسر الشاعر ويفصل مقصوده من السرافيل عندما يقول أنها أربعة.. رجل وثور ونسر وليث.
وبالطبع ليس مقصوده هو أن الملائكة خاضعة تحت قدميّ النجم!.. بل أنها نجوم، أو مجموعات نجوم، كما أورد مثلا ذِكر نجم الفرقد ونجوم بنات نعش، والكواكب الدراري (أي المضيئة)
لكن اليهود يقولون أن عرش الرب تحمله أربع مخلوقات، كل واحد منها له أربعة وجوه مختلفة
وجه إنسان ووجه ثور ووجه نسر ووجه أسد
وكان هذا مفتاحا من مفاتيح تفسير الرموز الفلكية الباطنية الموجودة في سِفر حزقيال التوراتي
[ليس هذا موضوعنا الآن]
السؤال هنا: ما هي النجوم أو كوكبات النجوم التي كان يقصدها الشاعر الجاهلي هنا؟
الإجابة هي:
كوكبة العوّاء (أي البقّار، راعي البقر والثيران)
كوكبة الثور
كوكبة العُقاب (النسر الطائر)
كوكبة الأسد
Bootes - Taurus - Aquila - Leo
عندما يكون النسر في الشرق والأسد في الغرب، يكون العواء في السمت فوق الرأس
عندما يكون العواء في الشرق والثور في الغرب، يكون الأسد في السمت فوق الرأس
أي أن العربي القديم لاحظ وجود علاقة تعامدية بين هذه الكوكبات الأربع
أول بيت من القصيدة يتحدث عن الحياة والموت:
"حيا وميتا لا أبا لك إنما .. طول الحياة كزاد غادٍ ينفد"
أي أن عمر الإنسان كالطعام الذي يحمله المسافر في سفره، ينفد في النهاية
"والشهر بين هلاله ومحاقه أجل لعلم الناس كيف يعدد"
أي أن العمر يشبه حياة القمر، منذ يكون هلالا صغيرا إلى أن يختفي مرة أخرى في نهاية الشهر
وباقي القصيدة هو كالآتي:
لا نقص فيه غير أن خبيئه قمر وساهور يسلّ ويغمد
خرق يهيم كهاجع فى نومه لم يقض ريب نعاسه فيهجد
فإذا مرته ليلتان وراءه فقضى سراه أو كراه يسأد
لمواعد تجرى النجوم أمامه ومعمم بحذائهن مسود
مستخفيا وبنات نعش حوله وعن اليمين إذا يغيب الفرقد
حبس السرافيل الصوافي تحته لا واهن منهم ولا مستوغد
رجل وثور تحت رجل يمينه.. والنسر للأخرى وليث مرصد
حال الدرارى دونه فتجنه لا أن يراه كل من يتلدد
المعنى:
يقول للعرب الجاهليين أن القمر لا يتغير حجمه عندما يتغير شكله، بل هناك غلاف يحجبه رويدا رويدا ثم ينخلع عنه كجراب السيف
وأنه وقت اختفائه في المحاق يكون متحركا، كالسائر في نومه، ثم يعود بعد ليلتين
وأن النجوم تجري أمامه، ويقف وسطهم نجم معين، ثابتا، كسيد يرتدي العمامة، لكنه مختفٍ عن الأنظار
[أي أن النجم القطبي وقتها لم يكن شديد اللمعان]
والنجم القطبي حوله بنات نعش المعروفة (الدب الأصغر) ، ويكون النجم القطبي على يمين نجم الفرقد عندما يغيب الفرقد عن الأنظار مع طلوع الصبح
والآن تأمل معي هذين البيتين:
حُبِس السُرافيل الصوافي تحته.. لا واهن منهم ولا مستوغد
رَجُل وثور تحت رِجل يمينه.. والنسر للأخرى وليث مُرصَد
من السياق الذي قبله نفهم أن الكلام عن النجم القطبي الذي تدور حوله النجوم
وأنه ليس ضعيفا (واهن/مستوغد) بل قويا لدرجة أن الشاعر يصوره بأنه يضع السرافيل تحت قدميه.
فما هي هذه "السُرافيل"؟!
الكلمة ليس المقصود بها الملاك إسرافيل، لأن الكلمة في صيغة الجمع هنا لا المفرد.
المقصود بها هو نوع الملائكة الذي يسميه اليهود ملائكة الـ سرافيم، أي المشتعلة الحارقة الملتهبة، ومفردها سِراف.. وهي مثل الكروبيم، وستجدها في المعاجم العربية
ثم يفسر الشاعر ويفصل مقصوده من السرافيل عندما يقول أنها أربعة.. رجل وثور ونسر وليث.
وبالطبع ليس مقصوده هو أن الملائكة خاضعة تحت قدميّ النجم!.. بل أنها نجوم، أو مجموعات نجوم، كما أورد مثلا ذِكر نجم الفرقد ونجوم بنات نعش، والكواكب الدراري (أي المضيئة)
لكن اليهود يقولون أن عرش الرب تحمله أربع مخلوقات، كل واحد منها له أربعة وجوه مختلفة
وجه إنسان ووجه ثور ووجه نسر ووجه أسد
وكان هذا مفتاحا من مفاتيح تفسير الرموز الفلكية الباطنية الموجودة في سِفر حزقيال التوراتي
[ليس هذا موضوعنا الآن]
السؤال هنا: ما هي النجوم أو كوكبات النجوم التي كان يقصدها الشاعر الجاهلي هنا؟
الإجابة هي:
كوكبة العوّاء (أي البقّار، راعي البقر والثيران)
كوكبة الثور
كوكبة العُقاب (النسر الطائر)
كوكبة الأسد
Bootes - Taurus - Aquila - Leo
عندما يكون النسر في الشرق والأسد في الغرب، يكون العواء في السمت فوق الرأس
عندما يكون العواء في الشرق والثور في الغرب، يكون الأسد في السمت فوق الرأس
أي أن العربي القديم لاحظ وجود علاقة تعامدية بين هذه الكوكبات الأربع
تعليقات
إرسال تعليق