الترجمة الثانية لـ كثيب، والسرقة الأدبية
عندما سمعت أن إحدى دور النشر ستصدر ترجمة جديدة لرواية (كثيب Dune)، تأليف فرانك هربرت، تعجبت، حيث أن ترجمتي للرواية منشورة منذ سنوات قليلة.
ومع ذلك نشرت الخبر على حسابي على تويتر، وساهمت في الدعاية لها ولغلافها على مواقع إنجليزية، حيث أني من المهتمين بسلسلة كثيب وبعالمها المقتبس جزئيا من التاريخ الإسلامي واللغة العربية.
لكن منذ أيام، في يناير 2022، حصلت على نسخة من هذه الترجمة الثانية، وهالني أن مترجمها (نادر أسامة) اعتمدت بصورة واضحة جدا على ترجمتي الأولى، وأنه - ودار النشر الكويتية السعودية (مكتبة كلمات Dar Kalemat) - أغفلوا ذكر اسمي في المقدمة! بل ولم يشيروا أصلا لوجود ترجمتي المنشورة سنة 2018 !!
وعندما تصفحت ترجمتهم فهمت سبب الإخفاء: ترجمتهم مجرد تعديلات شكلية على ترجمتي الأولى! تقديم وتأخير بعض الكلمات، تحسين مرادفة هنا أو هناك، لكن كل الحلول اللغوية التي ابتكرتها في ترجمتي مسروقة كما هي!
رواية كثيب الإنجليزية منشورة في الستينيات، وهي أهم رواية خيال علمي في اللغة الإنجليزية بشهادة كثير من النقاد، ومع ذلك لم تترجم للعربية طوال هذه السنوات لصعوبتها، ولأنها تستخدم مصطلحات غريبة مبتكرة لا يستطيع المترجم العادي التعامل معها دون دراسة عميقة للنص وللغتين العربية والإنجليزية، ولأنها تستخدم ألفاظا عربية كثيرة بحيث يصعب على المترجم نقلها للعربية مرة أخرى دون أن تتوه في سياق النص المترجم.
كل هذه المشاكل قمت والحمد لله سنة 2018 بحلها، ولهذا تجد مثلا أن بالرواية ألفاظا مثل "الاستبصار"، "ظوفر حواط"، "بذلة التقطير"، تفسير الكويزاتس هاديراك العبري بأنه مرتبط بـ "طي الأرض"، التنبيه على اقتباس المؤلف لمعنى آية قرآنية، الطريقة العجائبية، نواكير، عثيم، معاذ، إلخ.
وبالإضافة لهذا أجريت حوارا طويلا مع محبي الرواية الأجانب، على ريديت، في صورة ما يسمى AMA Ask Me Anything، وتكلمت مطولا عن أسلوبي في الترجمة وأسباب اختياراتي.
ثم دخلت في نقاشات على تويتر مع أكاديميين أجانب من عشاق كثيب، وأسفرت نقاشاتنا عن كشف أصول عربية أخرى لكثير من الأسماء والأجداث في الرواية، ونشرت قائمة بـ 100 كلمة لها أصل عربي في كثيب، فشرحت مثلا اقتباس المؤلف لاسم شي-خلود إما من كلمة شيخ الخلود أو الشيء الخالد، وغيرها من الملاحظات.
وكل هذا مدون على الإنترنت ومتاح للجميع.
فكيف بعد كل هذا تأتي دار كلمات والمترجم نادر أسامة ويسرقوا كل هذا الجهد دون حتى الإشارة لمصادرهم؟! هل يريدون إقناع القارئ العربي أنهم بدؤوا في الترجمة الثانية من الصفر؟!
أمثلة التشابه - بل وأحيانا التطابق! - بين الترجمتين واضحة. وللأسف هذه السرقة الأدبية لم أكن أتوقعها من مترجم شهير مثل نادر أسامة!
يبدو أنه لم يقاوم إغراء النقل من الترجمة الجاهزة، ولم يرد إتعاب نفسه بالبدء من البداية بجهد شخصي، خصوصا وأن رواية كثيب بالذات ترجمتها عمل مضني جدا كما أعلم جيدا.
=====
عندما نُشرت ترجمتي أول مرة سنة 2018 لم يعجبني ما فعلته الناشرة الإماراتية بها من تعديلات، ولا التنسيق الإلكتروني السيء للكتاب (بل وسقط منها فصل كامل!)، ولا حتى الغلاف، ولهذا عندما كنت أرسل ترجمتي لدور النشر الأخرى لإقناعهم بشراء حقوق باقي السلسلة من ورثة فرانك هربرت كنت أرسل نسختي الخاصة الأصلية، قبل ما أصيبت به النسخة المنشورة على موقع أمازون من تحريف وتشويه..
ونسختي الخاصة موجودة على جوجل درايف منذ ديسمبر 2019، ولها أيضا نسخة أخرى (بغلاف مقتبس من دعاية الفيلم) موجودة بتاريخ يوليو 2020
https://drive.google.com/file/d/16Pm2dwecdOnhY6arMSh0z75FELpCsgBR
https://drive.google.com/file/d/1u7iFYp342KwJknAfxvHo7sErBrvILNcF
ونسخة أمازون رابطها هو
https://www.amazon.com/dp/B07KJKW4WY
وحسابي على تويتر هو @ArabicSalama
=====
هذه عينة صغيرة من التشابهات المريبة بين الترجمتين:
====
====
====
وهذا أيضا مثال سريع على سوء أدب المترجم نادر أسامة، حيث أقحم من عنده ألفاظا قرآنية (واصفة للرسول صلى الله عليه وسلم) في أوصاف شرير الرواية، البارون الشاذ!
ولاحظ أنها غير موجودة في الأصل، بل الأصل الإنجليزي مجرد كلمة واحدة عادية معناها "عبس"، فجعلتها ترجمة دار كلمات 3 كلمات!
وفي نفس الفقرة دليل انعدام أمانتهم، حتى في السرقة! وهذا شيء طريف جدا. فما عجزوا عن فهمه في الأصل وفي ترجمتي.. حذفوه!، خصوصا التشبيهات الصعبة!
تعليقات
إرسال تعليق