عشرة أمثلة على أخطاء الإعجاز العلمي

عشرة أمثلة على أخطاء الإعجاز العلمي
[اختصار لنقاش دار في 2010 على ملتقى أهل التفسير]
=====
قال الباحث جمال السبني:
مدرسة التفسير العلمي قامت على عدم الالتفات إلى فهم الجيل الإسلامي الأول للقرآن، حتى الفهم اللغوي البسيط.
أضرب لذك أمثلة:
- الجيل الإسلامي الأول بل وكل الأمة كانوا يفهمون من عبارة (أدنى الأرض) أنها تعني (أقرب الأرض) بمعنى أقرب مكان من الأرض أو الناحية المقصودة، وأما كتاب التفسير العلمي أو بعضهم فيقولون إن المقصود من تلك العبارة هو (أخفض مكان في الكرة الأرضية) ، مع أنه لم يفهم أحد كلمة (أدنى) على أنها تعني (أخفض)
- الأمة فهمت من (دحاها) أنها تعني (بسطها) ، وأما البعض من كتاب التفسير العلمي فيقولون تعني (جعلها كالبيضة)! وهذا الفهم مهزلة بحدّ ذاتها لا مجال لبسط القول فيها.
- الأمة فهمت من قوله تعالى (يا معشر الجن والإنس، إن استعطتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا..)، أنه تهديد وتعجيز، وأما كتاب التفسير العلمي فيرون أنه حثّ على غزو الفضاء وتنبؤ به! الآيات تقول بأن الإنسان لا يمكنه (النفاذ) وأما هم فيقولون إن هذه الآيات قالت بأن الإنسان يمكنه ذلك! أليس هذا مهزلة يجب التنزه منها؟
- الأمة فهمت من كلمة (نطفة) أنها تعني الماء القليل وخصوصا المني. وأما مدرسة التفسير العلمي فتقول إن المقصود هو (الحيوان المنوي) !
- الأمة فهمت من كلمة (علقة) أنها تعني (الدم المتجمد) ، وأما التفسير العلمي فيقول بأن المقصود من (علقة) هو الحيوان المعروف الذي يمتص الدم بحجة أن الجنين في هذه المرحلة تشبه ذلك الحيوان من ناحية الشكل ومن ناحية امتصاص الدم! وبعضهم يقول بأن (علقة) تعني خلايا الجنين المتعلقة بجدار الرحم!
- الأمة فهمت من كلمة (مضغة) أنها تعني لحمة بقدر ما يُمضَغ ، وأما كتاب التفسير العلمي فيقولون إنها تعني (اللحمة الممضوغة فعلا) بحجة أن الجنين في تلك المرحلة يشبه بشكله اللحم الممضوغ!
- أكثر الأمة فهمت من قوله (وإنا لموسعون) أنه يعني (لقادرون) مثل قوله (على الموسع قدره) ، والقليلون فهموا الآية على أنها تعني أن الله تعالى إذ خلق السماء خلقها واسعة أو جعلها واسعة وهو يخلقها. ولم يفهم واحد من الأمة أنه يعني أن الله تعالى يوسّع السماء تدريجيا ولا يزال كما يقول سادة التفسير العلمي!
- النبي فسّر قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) على أنه يعني (الجريان اليومي والاستقرار الليلي) للشمس، وهذا التفسير وارد في أحاديث صحيحة متفق على صحتها، وهكذا فهم الآية أكثر الأمة، وأما مدرسة التفسير العلمي فتقول بأن الآية إشارة إلى دوران الشمس حول مركز مجرة درب التبانة!
- الأمة، وخصوصا السلف، فهموا قوله تعالى عن السماء حين الخلق (وهي دخان) على أنه يشير إلى المادة البدئية لخلق السماء وحدها، وأما مدرسة التفسير العلمي فتفسر ذلك الدخان بأنه المادة البدئية التي خُلِق منها الكون أرضا وسماءً! وهذا مخالف للآيات نفسها وليس لفهم الأمة والسلف فقط.
- الأمة فهمت من قوله (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) على أنه يشير إلى الدويبة المعروفة بصرف النظر عن جنسها، إذ يعلم العربي أن (عنكبوت) كلمة ذات مدلول عام، والأنثى من تلك الدويبة هي (عنكبة) . وأما كتاب التفسير العلمي فيتكلفون للقول بأن المقصود هو أنثى العنكبوت.
- الأمة، والسلف خصوصا، فهمت قوله تعالى (أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) على أن الله تعالى فصل بين السماء والأرض فارتفعت السماء وبقيت الأرض في الأسفل (وتوجد تفسيرات مأثورة أخرى) ، ولكن كتاب التفسير العلمي يفسرون ذلك (الرتق والفتق) بنظرية الانفجار العظيم الذي كان توسعا للمادة الكونية البدئية كما يقول شراح النظرية ولم يكن شقا ولا فصلا بين سماء وأرض كما تفيد الآية الكريمة.

رد أبي سعد الغامدي:
إن المهزلة والسذاجة هو الوصف اللائق تماما بنقاطك التي سطرتها.

جمال السبني:
أنا بينت وجه المهزلة وأنت لم تبين شيئا. أنا اجتهدت ونبهت على أمور عدة، وأنت رددت عليّ وصف (المهزلة) فقط ووصفت بها كل كلامي. أنا أطلقت كلمة (المهزلة) على تفسيرين سخيفين من التفسيرات التي سادت - مع الأسف - بين المسلمين هذه الأيام، وهما: تفسير (دحا) بمعنى (جعل كالبيضة) !! وهذا مضحك جدا، بل هو تفسير القرآن بالعامية، ففي بعض اللهجات العامية تطلق (دحية) على البيضة، وأما (الأدحيّة) و (الأدحوّة) في الفصيحة فهي موضع بيض النعام - فقط لأنها تدحوه أي تبسطه وتمهّده.
والتفسير السخيف الثاني فهو التفسير الأسخف الذي يزعم أن آية (معشر الجن والإنس) التي هي تهديد إلهي للبشر وتعجيز، يزعم أنها حث على الخروج وتنبؤ به.
الآية تقول (فلا تنتصران) وسادة الإعجاز العلمي يقولون إن الآية أشارت إلى أن الإنسان ينتصر في الخروج من الأرض! أليس هذا مهزلة ما بعدها مهزلة يا عباد الله؟! هل هذا تفسير أم هو تزوير وخداع للناس؟َ!
أنا لم أطلق كلمة المهزلة جُزافا.
بلية العصر هي في بعض المشاهير الذين شغلوا الناس بما ليس علما ولا دينا، الذين حوّلوا التفسير والإعجاز إلى تجارة وعمل وبزنس، مع أن ما يطرحونه من تفسيرات وشروح هي مجموعة من الأغلاط والأخطاء اللغوية والنحوية والبيانية والمرتبطة بالسياق والذوق اللغوي، بل المنهج كله غلط، بل الفكرة نفسها غلط، أقصد الفكرة التي قامت عليها مدرسة التفسير العلمي وهي تفيد أن الأمة لم تفهم القرآن أبدا على وجهه الصحيح إلى أن جاء رُوّاد هذه المدرسة فبيّنوا!!

إبراهيم الحسني:
أخي الكريم جمال حفظك الله تعالى. أرجو أن لا تتعب نفسك في مجادلات لا فائدة منها ألبتة.
وقد جربت النقاش مع القائلين بما يسمى بالإعجاز العلمي، وتوصلت إلى خلاصة أجملها لك فيما يلي:
1 - لن تجد عندهم من الأدلة إلا ما يمكن تلخيصه في نقاط:
أ - شخصنة الحوار، ومن ثم يحولون النقاش عن الأدلة إلى الكلام الجارح، و"أنت ضعيف"، وأدلتك واهية، ومستواك العلمي في الحضيض، ورأسك يدور، ومتخلف، وحجر عثرة أمام تقدم المسلمين، إلخ
ب - كلام عام عائم لا يحصر صور مسألة الخلاف في نقاط، ولا يحاول التوصل إلى نتيجة في كل نقطة ليستفيد الجميع.
ج - السخرية من علوم السلف، ونعتها بأنها متخلفة وقديمة.
 - عندما تأتيهم بأدلة من تفسير ابن جرير الطبري يعارضونها لك بقول الزنداني، والنجار؛ وهل يعقل مسلم هذا.
 - عندما تأتيهم بما قال أئمة اللغة كابن دريد والأزهري يعارضونها لك بكتابات طه حسين والعقاد.
 - عندما تتنزل معهم إلى أدلتهم وتقبلها جدلا ثم تضيق عليهم الخناق بأدلة أخرى يحاولون اللعب على أعصابك.
هذه هي الخلاصة، وسوف تتوصل إليها أخي الكريم بعد ما تجرب.

قال أبو عمرو البيراوي:
الأخ الكريم جمال. 1 - من يفسر القرآن الكريم والسنة لابد أن يرجع إلى معنى اللفظة في عصر الرسول . هذا صحيح نتفق عليه.
2 - فهم القرآن الكريم لا يكون بمجرد فهم معاني المفردات. ولعلنا نتفق هنا أيضا. وقد لاحظت أنك أكثر مرونة ممن ناقشناهم.

رد جمال السبني:
مرحبا بالأخ الكريم أبي عمرو البيراوي.
إذن نحن متفقون على المرجعية التي تتمتع بها العربية في زمن نزول القرآن، أي أنه يجب أن نلتزم بمعاني المفردات كما كانت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن متفقون على أن فهم النص لا يتم بفهم المعنى اللفظي للمفردات فحسب، بل توجد أمور أخرى بوساطتها يمكن فهم المعنى الإجمالي للنص.
ولكن هذين المبدأين يُسقطان مجموعة كبيرة من التفسيرات العلمية من الحساب. فبالمبدأ الأول يسقط التفسير المسمى بالعلمي لكلمة (أدنى) في قوله (في أدنى الأرض) بأنها تعني (أخفض) ، فهذه الكلمة لا تعني في العربي الفصيح الأصيل سوى معاني من قبيل (أقرب) و أحيانا (أقلّ) ، وإذا كانت الكلمة (أدنى) أو (أدنا) مخففة من (أدنأ) المهموزة، فتعني (أكثر دناءة) أو (أوطأ مكانة ومنزلة) ومع ذلك تجب كتابة الكلمة في هذه الحالة بصورة (أدنا) ، وأما تفسير (أدنى) بـ (أخفض) فليس تفسيرا أبدا، أو هو تفسير للقرآن بالمولّد، وهذا لا يمكن بحال من الأحوال.. لا يمكن تفسير القرآن بعربية محدثة.
والمبدأ الثاني يسقط التفسيرات العلمية التي تركز على المعنى اللغوي مجردا ولا تلتفت إلى الأمور الأخرى المتصلة بالنص مثل السياق والعرف اللغوي والشواهد التي تدلنا على الخلفية وأسباب ورود الكلام. فمثلا: يمكن للمفسر العلمي أن يؤصل لتفسيره الخاص لقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) تأصيلا لغويا بحتا، ولكنه يهمل ـ مثلا ـ جانب السياق ( السياق الذي يدل في ذلك الموضع من سورة يس على أن المقصود هو أمر يحدث في غضون الـ 24 ساعة التي هي ساعات الليل والنهار ) أو يهمل شاهدا مهما هو تفسير النبي للآية، وتفسيره هذا لا يمكن إهماله لا دينيا ولا علميا.

تعليقات

  1. اكثر السلفيين وان كانوا يعتقدون ان القرٱن الكريم نزل لكل مكان ولكل زمان..إلا انهم على المستوى العملي والتطبيقي يرون ان القرٱن صالح لعصر نزوله او على اكثر تقدير لعصر المفسرين القدامى!!!!! لا يريدون ان يعلموا ان الٱيات الكونية يفسرها كل جيل حسب السقف المعرفي الذي وصله!! وهذا مقصود من الله العليم .لذلك جاءت الالفاظ القرٱنية في هذا الشان ظنية الدلالة متعددة المعاني والوجوه ..ولذلك فجيلنا اقدر واعلم من جيل المفسرين القدامى على فهم وادراك وتفسير وتاويل مراد الله في هذه الٱيات الكونية..لان الحقاىق المكتشفة حاليا اكبر واكثر مما تواجد في عصرهم!! والعصور اللاحقة ستكون اقدر واعلم منا..نظرا للتراكم المعرفي الذي يولده البحث العلمي مع مرور الزمن..وطبعا التفسير والتاويل يجب ان يكون ضمن معاني الكلمات وقت نزول الوحي! ولذلك فالاعجاز العلمي حقيقة ساطعة لانه موجود في بنية النص القرٱني المعجز..كما ان الاعجاز لا يتناول الا الحقائق العلمية القطعية النهائيةولبس النظريات!! فهذه الاخيرة مجالها التفسير العلمي وليس الاعجاز العلمي!وحتى ان ثبت خطأ نظرية علمية ما..فان الخطأ هو خطا المفسر ولا ينسحب على اللفظة او الإية القرٱنية التى تبقى تنتظر تفسيرا او تاويلا اكثر تطابقاوانسجاما..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

الفلك وفلكة المغزل