جريان الشمس
من الادعاءات التي اخترعها الإعجازيون ونسبوها للقرآن، مسألة أن حركة الشمس المذكورة ليست هي حركتها اليومية حول الأرض، بل حركة أخرى غير مرئية ولا يعرفها العرب ولا الصحابة الذين خاطبهم القرآن، وهي حركة حول ما يزعمون أنه "مركز المجرة"!
من السهل الرد على هذا التحريف، بما أنه خالف صريح الآيات وخالف إجماع السلف وسياق الآيات إلخ.. لكن هناك سأركز على طريقة واحدة في الرد، وهي أن الإنسان - ببساطة - لا يستفيد من الحركة المزعومة حول المجرة!! فمن غير المعقول أن يمتن الله بها على كفار قريش أو غيرهم من الأمم. بل يمتن عليهم بما يعرفونه من حركة يومية للشمس، هي المتصلة بالليل والنهار وتنظيم الحياة.
هذا طبعا بالإضافة إلى أنه من العبث أصلا الإشارة ولو لدورة واحدة للشمس حول مركز المجرة المزعوم، حيث أن الفلك السائد حاليا يقدر زمن الدورة بـ 250 مليون سنة :)
أولا: سياق سورة يس
وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ
وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
الله يعدد بعض نعمه وآياته في سياق السورة: الزرع، العيون، الثمار، الليل والنهار، جريان الشمس، أطوار القمر، السفن.
كلها يعرفها كل إنسان، سواء كان قرشيا قديما أو أوروبيا حديثا. فالقرآن صالح لكل زمان
إلا لو فهمنا آية الشمس بالفهم الشاذ الذي يدعو إليه الإعجازيون!!
فالجريان لو كان حول المجرة لما كان له مناسبة في سياق الآيات، ولما عرفه الصحابة وكفار قريش أصلا، ولما كانت له أي صلة بالليل والنهار وأطوار القمر وباقي الآيات والنعم المفيدة للبشر في حياتهم اليومية!
ثانيا: سورة الزمر
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً
هل تسخير الشمس والقمر هنا هو متصل بنفع البشر وبحركتهما اليومية وبالليل والنهار أم أن الآية - حاشا لله - تخلط بين شيئين لا مناسبة بينهما إطلاقا: دورة القمر، ثم دورة أخرى مزعومة عبثية للشمس في جريان حول المجرة؟!!
ثالثا: سورة إبراهيم
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
ما صلة الحركة التسخيرية الدائبة للشمس بـ (الليل والنهار) وبالحركة الدائبة للقمر حول الأرض، إن كانت حركة الشمس هي حول المركز المزعوم للمجرة وليست - كما نراها - حول الأرض؟؟
تعليقات
إرسال تعليق