الرد على معجزة "التحنيك الجلوكوزي"

عن عائشة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم"
(صحيح مسلم) (3/ 1691)

زعم الإعجازيون أن التحنيك معجزة علمية. فقالوا:
"قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (التحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به، يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه، وينبغي عند التحنيك أن يفتح فاه حتى ينزل جوفه، وأولاه التمر فإن لم يتيسر تمر فرطب، وإلا فشيء حلو، وعسل النحل أولي من غيره)
ثم بمجيء العلم الحديث باكتشافاته تبين شيء جديد من الإعجاز العلمي الذي تحمله هذه السنة النبوية، إذ تبين أن الطفل يحتاج إلى سكر الجلوكوز، وقد يتعرض بسبب نقصه لآفات كبيرة ، وأن التمر خير مصدر لهذا.
قيام الرسول بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة. فالتمر يحتوي على السكر الجلوكوز بكميات وافرة، وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي السكروز إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات، وبالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها.
وبما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها.
إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة وهو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه وتعرف مخاطر نقص السكر الجلوكوز في دم المولود.
وإن المولود، وخاصة إذا كان خداجاً، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطى محلولاً سكرياً. وقد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة ، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه.
إن هذه الأحاديث الشريفة الواردة في تحنيك المولود تفتح آفاقاً مهمة جداً في وقاية الأطفال، وخاصة الخداج المبتسرين من أمراض خطيرة جداً بسبب إصابتهم بنقص مستوى سكر الجلوكوز في دمائهم. وإن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة هو الحل السليم والأمثل في مثل هذه الحالات. كما أنها توضح إعجازاً طبياً لم يكن معروفاً في زمنه ولا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين"

بإذن الله أرد على هذه الخرافة التي تنسب للرسول علما بالجلوكوز!

أولا:
التحنيك للتبرك بريق الرسول.
بل قال بعض العلماء - قديما وحديثا - أنه من خصوصياته! إلا أن آخرين اعتبروه سنة.
وطالما اختلف الحكم لهذه الدرجة فيستحيل أن يكون معجزة، لأن المعجزات تكون واضحة جلية كالشمس، لا تحتاج لتنطع في استخراجها.
الدليل:
"دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بأخ لي يحنكه"
"لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام، فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه"
فلو كان سبب التحنيك هو الجلوكوز لفعله الأب أو الأم.. لكن السبب هو التبرك بالرسول.
قال النووي في فوائد الحديث : "حمل المولود عند ولادته إلى واحد من أهل الصلاح والفضل يحنكه بتمرة ليكون أول مايدخل في جوفه ريق الصالحين فيتبرك به"
(شرح النووي على مسلم) (14/ 100)

ثانيا:
صحيح أن التحنيك مفيد. لكن إثبات أنه لم يكن عادة عربية معروفة قبل الإسلام دونه خرط القتاد!
فأنا هنا أتحدى هذا القائل "استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة وهو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه" وأقول: إذن اثبت لنا أولا عدم حدوث التحنيك في البشرية طوال آلاف السنين السابقة للإسلام!
وإن لم يفعل فزعمه كاذب قد اخترعه من عنده، كما يفعل واضعو أحاديث الفضائل والرقائق.
فوصف شيئ بأنه معجزة يعجز عنها البشر هو زعم ضخم جدا، وبالتالي يحتاج أدلة قوية.

ثالثا:
فليثبت لنا أن الطب يقول: علينا أن نضع لعابنا في فم الرضيع يوم ولادته!
فالمشهور في العلم الحديث هو أن الفم من أخطر المواضع بالجسد فيما يتعلق بنقل الأمراض! فهل ينصحنا العلم اليوم أن ينقل الأب لعابه لجسم ابنه الصغير؟!
على الإعجازيين أن يثبتوا هذا الزعم أولا.

رابعا:
ما تعريف المعجزة؟!
هل معرفة الصينيين مثلا لفوائد تقميط الطفل تعتبر معجزة؟ وهل معرفة النساء قديما لفائدة "الرضعة الأولى" تعتبر معجزة؟
فإن قال: لا. قلنا: لماذا إذن زعمت أن معرفة الرسول لفوائد التمور معجزة؟!
هل تكيل بميكيالين وتتبع الهوى، وتنسب للرسول ما لم يدعيه هو أصلا من "سبق علمي"؟!

خامسا:
ما دام الرسول كان عالما بالجلوكوز، فلماذا لم يخبرنا بعلاج شلل الأطفال..
ولماذا لم ينقذ ملايين النساء من الموت بحمى النفاس مثلا، وترك المسلمات هكذا دون إعلامهن بخطورة الجراثيم أثناء الولادة؟!

وعندي مزيد. لكن نكتفي الآن بهذا القدر للإجهاز على خرافة الإعجاز.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Mobile Movies

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars