العملات
قال ابن حجر العسقلاني عن أحد الظاهرية: "وكان كثير الإنذار لما حدث بعده من الفتن، ولا سيما ما حدث من الغلاء والفساد بسبب رخص الفلوس [النقود النحاسية] حتى رأى عندي قديما مرة خابيا كبيرا من الفلوس فقال لي: احذر أن تقتنيها فإنها ليست رأس مال. وكان كذلك. فإنها في ذلك الوقت كان القنطار منها يساوي عشرين مثقالا أو أكثر، وآل الأمر في هذا العصر إلى أنها تساوي أربعة مثاقيل ثم صارت تساوي ثلاثة، ثم اثنين وربع ونحو ذلك. ثم انعكس الأمر بعد ذلك وصار من كان عنده منها شيء احتيط به لما رفعت قيمتها من كل رطل منها بستة دراهم إلى اثني عشر، ثم إلى أربعة وعشرين، ثم تراجع الحال لما فقدت، ثم ضربت فلوس أخرى خفيفة جدا، وجعل سعر كل رطل أكثر من ثلاثين، وظهر في الجملة أنها ليست مالا يقتنى لوجود التخلل في قيمتها وعدم ثباتها على قيمة واحدة" (إنباء الغمر بأبناء العمر) (2/ 333)