الطوفان والحيوان
لا يوجد إجماع إسلامي يقول أن طوفان نوح عم الأرض كلها ولم يكن محدودا بمنطقة معينة.
نعم البشر وقتها كانوا محدودين في منطقة واحدة وماتوا جميعا إلا من ركب السفينة، حيث كانت البشرية في بدايتها.. لكن لا يعني هذا أن الحيوانات كانت محدودة داخل هذه المنطقة أيضا!
فطبيعي أن ما احتاجه نوح هو زوجان من كل حيوان يعيش في منطقته، لا من أنواع حيوانات الأرض كلها!
فالسفينة مساحتها محدودة. وغير منطقي أن تكون ملايين الأجناس الحالية منحدرة من العدد المحدود الذي كان في السفينة.
=====
نعم البشر وقتها كانوا محدودين في منطقة واحدة وماتوا جميعا إلا من ركب السفينة، حيث كانت البشرية في بدايتها.. لكن لا يعني هذا أن الحيوانات كانت محدودة داخل هذه المنطقة أيضا!
فطبيعي أن ما احتاجه نوح هو زوجان من كل حيوان يعيش في منطقته، لا من أنواع حيوانات الأرض كلها!
فالسفينة مساحتها محدودة. وغير منطقي أن تكون ملايين الأجناس الحالية منحدرة من العدد المحدود الذي كان في السفينة.
=====
Joseph Omary
أعلم ان الايات لم تحسم القول بأن الطوفان عم كل الارض لكن مثل ماذا في الايات يشير الى هذا الأمر؟ ..اقصد العكس انه لم يعم كل الارض او انها ليست كل الحيوانات خصوصا ان الايات تقول (من كلٍ زوجين اثنين) ؟
=====
سلامة المصري:
يكاد يكون المفسر الوحيد تقريبا الذي أشار للمسألة بتفصيل هو الألوسي. أما لغويا فكلمة "كل" تصلح للمفهوم من السياق فقط، أي كل حيوانات منطقتك يا نوح، أي المعهودة عندك، التي تعرفها وتراها، ولا يلزم منها كل حيوانات العالم، كما أن آية "وكلٌ فيها خالدون" لا تعني كل البشر بل المقصودين في السياق فقط
وما فعله الألوسي هو أنه سرد كل الأساطير التي قيلت في تفسير الآية، من أن القطة خلقت من عطسة الفيل وأن الخنزير خرج من أحد حيوانات السفينة ليأكل براز ركاب السفينة، إلخ. ثم رد عليها ورفضها، ثم فصل الاحتمالات الخاصة بعموم الطوفان أو خصوصه في منطقة محددة
قال الألوسي "والذي يميل القلب إليه أن الطوفان لم يكن عاما - كما قال به البعض - وأنه عليه السلام لم يؤمر بحمل ما جرت العادة بتكونه من عفونة الأرض كالفأر والحشرات بل أمر بحمل ما يحتاج إليه إذا نجا ومن معه من الغرق لئلا يغتموا لفقده ويتكلفوا مشقة جلبه من الأصقاع النائية التي لم يصلها الغرق.
فكأنه قيل: قلنا احمل فيها من كل ما تحتاجونه إذا نجوتم زوجين اثنين.
وإن قلنا بعموم الغرق نقول أيضا: إنه عليه السلام لم يكلف بحمل شيء من المتكونات من العفونة بل كلف بالحمل مما يتناسل من الحيوانات لمصلحة بقاء النوع، وكانت السفينة بحيث تسع ذلك عادة أو معجزة وقدرة الله تعالى أجل من أن تضيق عن ذلك، وإن قيل بالعموم على وجه يبقى معه بعض الجبال أجاز أن يقال: إنه عليه السلام لم يحمل إلا مما لا مهرب له ويضر فقده بجماعته، ولو قيل: إن العموم على إطلاقه وأنه عليه السلام لم يحمل في السفينة إلا ما تتسع له عادة مما يحتاج إليه لئلا يضيق أصحابه ذرعا بفقده بالكلية حسبما تقتضيه الطباع البشرية وغرق ما عدا ذلك لكن الله تعالى جلت قدرته خلق نظير ما غرق بعد على الوجه الذي فعل قبل لم يكن ذلك بدعا ممن أمره بين الكاف والنون جل شأنه وعظم سلطانه."
(تفسير الألوسي = روح المعاني) (6/ 253)
طبعا مسألة تخلق حيوانات من عفونة الأرض هي نظرية خاطئة تماما كما هو معروف. لكن الجملة المقصودة من الاقتباس هي: أمر بحمل ما يحتاج إليه إذا نجا ومن معه من الغرق لئلا يغتموا لفقده ويتكلفوا مشقة جلبه من الأصقاع النائية التي لم يصلها الغرق
يكاد يكون المفسر الوحيد تقريبا الذي أشار للمسألة بتفصيل هو الألوسي. أما لغويا فكلمة "كل" تصلح للمفهوم من السياق فقط، أي كل حيوانات منطقتك يا نوح، أي المعهودة عندك، التي تعرفها وتراها، ولا يلزم منها كل حيوانات العالم، كما أن آية "وكلٌ فيها خالدون" لا تعني كل البشر بل المقصودين في السياق فقط
وما فعله الألوسي هو أنه سرد كل الأساطير التي قيلت في تفسير الآية، من أن القطة خلقت من عطسة الفيل وأن الخنزير خرج من أحد حيوانات السفينة ليأكل براز ركاب السفينة، إلخ. ثم رد عليها ورفضها، ثم فصل الاحتمالات الخاصة بعموم الطوفان أو خصوصه في منطقة محددة
قال الألوسي "والذي يميل القلب إليه أن الطوفان لم يكن عاما - كما قال به البعض - وأنه عليه السلام لم يؤمر بحمل ما جرت العادة بتكونه من عفونة الأرض كالفأر والحشرات بل أمر بحمل ما يحتاج إليه إذا نجا ومن معه من الغرق لئلا يغتموا لفقده ويتكلفوا مشقة جلبه من الأصقاع النائية التي لم يصلها الغرق.
فكأنه قيل: قلنا احمل فيها من كل ما تحتاجونه إذا نجوتم زوجين اثنين.
وإن قلنا بعموم الغرق نقول أيضا: إنه عليه السلام لم يكلف بحمل شيء من المتكونات من العفونة بل كلف بالحمل مما يتناسل من الحيوانات لمصلحة بقاء النوع، وكانت السفينة بحيث تسع ذلك عادة أو معجزة وقدرة الله تعالى أجل من أن تضيق عن ذلك، وإن قيل بالعموم على وجه يبقى معه بعض الجبال أجاز أن يقال: إنه عليه السلام لم يحمل إلا مما لا مهرب له ويضر فقده بجماعته، ولو قيل: إن العموم على إطلاقه وأنه عليه السلام لم يحمل في السفينة إلا ما تتسع له عادة مما يحتاج إليه لئلا يضيق أصحابه ذرعا بفقده بالكلية حسبما تقتضيه الطباع البشرية وغرق ما عدا ذلك لكن الله تعالى جلت قدرته خلق نظير ما غرق بعد على الوجه الذي فعل قبل لم يكن ذلك بدعا ممن أمره بين الكاف والنون جل شأنه وعظم سلطانه."
(تفسير الألوسي = روح المعاني) (6/ 253)
طبعا مسألة تخلق حيوانات من عفونة الأرض هي نظرية خاطئة تماما كما هو معروف. لكن الجملة المقصودة من الاقتباس هي: أمر بحمل ما يحتاج إليه إذا نجا ومن معه من الغرق لئلا يغتموا لفقده ويتكلفوا مشقة جلبه من الأصقاع النائية التي لم يصلها الغرق
تعليقات
إرسال تعليق