الكواكب والنجوم

للتفريق بين النجم والكوكب أثناء الرصد:
النجوم تتلألأ، الكواكب لا تتلألأ (إلا أحيانا عندما تكون قرب خط الأفق).

السبب: طبيعة مرور الضوء في الغلاف الجوي، وأن النجوم أبعد من الكواكب.
خارج الغلاف الجوي سترى النجوم لا تتلألأ

لا يمكننا التأكد عمليا بسهولة من أن التلألؤ مرتبط بالغلاف الجوي وأنه لا يحدث إن نظرنا من خارج الغلاف الجوي.
لكن هناك دليل على صحة المعلومة، وهو أنه عندما يكون الكوكب رأسيا فوقنا (أي في السمت) لا يتلألأ، لكن بعد قليل في الليلة عندما ينزل قريبا من خط الأفق يتلألأ، لأن نوره يمر ساعتها بطبقات أسمك في الغلاف الجوي الهوائي.. أي أن المسافة بيننا وبينه تكون أكبر

(لاحظ الخط الأصفر واختلاف طوله)

http://en.wikipedia.org/wiki/Twinkle

-----
لغويا، كلمة كوكب من الكلمات المشتركة، فتعني نجم Star وتعني كوكب Planet ، بل ويغلب عليها معنى نجم..

قال ابن منظور: "القطب: كوكب بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفلك، صغير أبيض، لا يبرح مكانه أبدا، وإنما شبه بقطب الرحى، وهي الحديدة التي في الطبق الأسفل من الرحيين، يدور عليها الطبق الأعلى، وتدور الكواكب على هذا الكوكب الذي يقال له: القطب. أبو عدنان: القطب أبدا وسط الأربع من بنات نعش، وهو كوكب صغير لا يزول الدهر، والجدي والفرقدان تدور عليه" (لسان العرب) (1/ 682)
وباقي المعاجم العربية نفس الشيء. أي أن كلمة نجم تأتي بمعنى كوكب، وكلمة كوكب تأتي بمعنى نجم.
فيقال للزهرة: كوكب الصبح ونجم الصبح. ويقال للنجم القطبي كوكب القطب.
-----
ويمكن أيضا معرفة الفرق رصدا بين النجم والكوكب عن طريق متابعة الحركة البطيئة. إذ أن النجوم تكون أبعادها فيما بينها خلال حركتها الليلية ثابتة، فيقال لها النجوم الثوابت.. في حين أن الكواكب (كالمريخ وزحل) لا تسير بنسق واحد، بل تكون أحيانا في كوكبة نجمية وأحيانا في كوكبة أخرى، وهكذا..
ولهذا أسموها المتحيرة أو السيارة
(وكلمة "بلانيت" اللاتينية والإنجليزية مصدرها يعني: المتحيّر)
ويظهر هذا أيضا في الحركة التراجعية، حيث أن النجوم ليس لها حركة تراجعية، على عكس الكواكب.
لكن كل هذه الفروقات تحتاج متابعة زمنية طويلة نسبيا، ولهذا فأفضل طريقة للتفرقة بين النجم والكوكب بالعين المجردة هو التلألؤ.
والكواكب الدراري تعني المتلألئة أو المضيئة، وهناك تفاسير كثيرة لآية "كوكب دري": منها أنه شهاب ثاقب (حيث أن در = دفع، والعرب تصف المذنبات بأنها أيضا كواكب!)
[ابن كثير: من الدرء وهو الدفع، وذلك أن النجم إذا رمي به يكون أشد استنارة من سائر الأحوال، والعرب تسمي ما لا يعرف من الكواكب دراري.
قال أبي بن كعب: كوكب مضيء. وقال قتادة: مضيء مبين ضخم]
[القرطبي: وقرأ ابن عامر، وحفص، عن عاصم (دري) بضم الدال وشد الياء ، ولهذه القراءة وجهان : إما أن ينسب الكوكب إلى الدر لبياضه وصفائه ، وإما أن يكون أصله دريء مهموز ، فعيل من الدرء وهو الدفع ، وخففت الهمزة . ويقال للنجوم العظام التي لا تعرف أسماؤها : الدراري]
-----
بل أن هناك نجم مشهور في كوكبة الدب الأصغر تسميه العرب "الكوكب"، واسمه في الإنجليزية Kochab
وهو قرب (النجم القطبي Polaris الجدي) والفرقد
-----

فالنجوم تسمى كواكب، والكواكب تسمى نجوما
هناك علاقة تبادلية في الوصفين في اللغة العربية
في تفسير الألوسي لآية الخنس الجوار الكنس: "هي خمسة أنجم زحل وعطارد والمشتري وبهرام يعني المريخ والزهرة" (تفسير الألوسي = روح المعاني) (15/ 262)
الجلالين: "الجوار الكنس هي النجوم الخمسة زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد" (تفسير الجلالين) (1/ 794)
"قال المفسرون وأهل اللغة هي النجوم الخمسة وهي المشترى وعطارد والزهرة والمريخ وزحل هكذا قال أكثر المفسرين" (شرح النووي على مسلم) (4/ 192)

فحتى عطارد والمريخ يمكن وصفهما بأنهما كواكب وبأنهما نجوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars

الفلك وفلكة المغزل