ريتشارد ستولمان
هل تعرض ستولمان للظلم بسبب لينوس؟!
ربما.. لكن الشهرة لم تكن هدفه أصلا وبالتالي فتصدر لينوس لمشهد اللينُكس لا يتعبر ظلما لستولمان
وجهة نظر ستولمان كما يرددها دائما هي أن فريقه صنع نظاما حرا كاملا (جنو) ولم يكن باق على إكماله سوى جزء "صغير" هو نواة النظام، فجاء لينوس وأكمل هذا الجزء..
وبالتدريج بدأ اسم الـ جنو/لينكس يتحول على الألسنة إلى لينكس فقط.. الاسم المستوحى من اسم لينوس تورفالدس نفسه!
وأخذ ثور الجنو يتراجع أمام بطريق لينوس.. الشعار المستوحى من ذلك البطريق الذي عض لينوس وهو صغير في حديقة الحيوانات فتسبب في حبه الحالي للبطاريق!
الظلم الحقيقي - إن جاز الوصف - هو تحول مجتمع اللينكس عن مفهوم الأنظمة الحرة إلى مفهوم الأنظمة مفتوحة المصدر.. وهو تحول دقيق جدا بحيث لا يكاد يظهر الفارق بينهما.
فريتشارد ستولمان كان ولا يزال داعية لفلسفة الأنظمة والبرامج "الحرة" ويرفض وصفها بـ"مفتوحة المصدر"، والسبب هو تركيزه على الفكرة كمنهج حياة وسياسة عامة لا كمجرد طريقة لنشر الأكواد البرمجية.
لكن السؤال هنا: لماذا يخبرنا الواقع بوضوح أن مفهوم المصادر "المفتوحة" لاقى نجاحا وقبولا لدى عامة الناس أكثر من مفهوم "الحرية" الذي يدعو إليه ستولمان؟!
الإجابة ببساطة هي أن الرأي العام لم يحب "الأثقال" السياسية والأيدولوجية التي مع أفكار ستولمان، في حين رحب الرأي العام بفكرة البرامج المجانية والمفتوحة للجميع التي يدعو إليها لينوس دون أن يجمعها بأي أفكار سياسية أو أيدلوجية.
الإعلام يحب لينوس ويفضل التعامل معه لأنه أكثر "أريحية" وأقل "تزمتا" من ستولمان، ولأنه يتعامل معهم كـ"مبرمج" لا كـ"ثوري"..
كاريكاتير يعلق على رد فعل ستولمان كلما أخطأ أحدهم أمامه ووصف النظام بأنه لينكس، ناسيا الاسم "الكامل" كما يحبه ستولمان: جنو زائد لينكس |
تعليقات
إرسال تعليق