سمكة يسوع 2
في الجزء الأول من مقال "سمكة يسوع" رأيت كيف تحولت كلمة "سمكة - إكثوس" اليونانية إلى رمز مسيحي، ثم كيف جمع المسيحيون القدماء بين هذه الكلمة وبين رمز صليب الـ "كي-روه XP"، فكانت النتيجة هي شكل دائري تقطعه عدة خطوط قطرية تمر بمركزه.
هذا الرمز معترف به رسميا في المسيحية، ويمكنك رؤيته مرسوما على الأرض بحجم ضخم للغاية إن نظرت لساحة الڤاتيكان من مسقط رأسي!
الڤاتيكان يتكون بشكل أساسي من كاتدرائية القديس بطرس، وساحة القديس بطرس (المسماة البلازا)
وفي وسط الساحة يقف رمز من المفترض أنه بعيد الصلة عن المسيحية.. مسلة فرعونية!
والمسلة تقف في مركز دائرة الـ إكثوس.
ربما تتعجب حين ترى أن الكاثوليك اختاروا رمزا وثنيا يمثل عبادة الشمس رع ليضعوه في مركز أهم كنائسهم، لكن عجبك سيزداد حين تعلم أن المسلة لم توضع في المركز، بل تم بناء الساحة كلها من البداية حول المسلة..
فالمسلة موضوعة قرب هذا المكان من قبل بناء الڤاتيكان أصلا!
والاستنتاج المنطقي من هذه المعلومة هو أن الباباوات يرون أن ديانتهم امتداد طبيعي للوثنيات القديمة.. وأن كهنتهم هم "تطور طبيعي" لكهنة عين شمس الفرعونية.
المسلة قام إمبراطور روماني - قبل المسيحية - بنقلها من مصر لروما. ووضعها في ساحة معابد وهياكل "مقدسة"
ثم جاء الإمبراطور نيرون وجعلها في وسط سيرك ضخم.. سيرك نيرون الشهير الذي كان ساحة تعذيب وقتل المسيحيين الأوائل!
ويؤمن النصارى بقصة شعبية مفادها أن بطرس الحواري تم صلبه مقلوبا في هذه الساحة أمام المسلة.
وبعد تأييد الإمبراطور الروماني قسطنطين للمسيحيين، تم تحويل ساحة التعذيب إلى ساحة الڤاتيكان.
----
البعض نظر لرمزية وجود مسلة مصرية قديمة داخل دائرة "سمكة يسوع" على أنها إعادة إحياء لأسطورة قديمة، هي أسطورة أوزيريس!
فقصة (أوزيريس) - كما اخترعها كهنة مصر - هي أن أخاه (ست) قتله وقطع جسده أجزاء وبعثرها كي لا يتم تحنيطه وبالتالي لا يعيش في العالم الآخر.
لكن زوجة أوزيريس - وأخته في نفس الوقت - جمعت أجزاء جسد زوجها، وجعلت مكان كل جزء معبدا لعبادته، ثم قررت استخدام سحرها - وبمساعدة أختها نفتيس والمعبود تحوت - في بث الحياة لفترة قصيرة في جسد زوجها، كي يعاشرها وتنجب منه ابنا، حورس الصغير، الذي سيكبر لينتقم من عمه ست ويستعيد مملكة أبيه أوزير.
القصة معروفة، لكن الجزء الهام هنا هو أن إيزيس فشلت في استعادة أحد أجزاء جسد زوجها، وهو العضو الذكري، فصنعت له بديلا من الذهب!
وسبب ضياع العضو هو أنه فور أن قطعه ست ورماه في الماء التهمته سمكة!
ربما تلاحظ مما سبق أن قصة يسوع - حسب اعتقاد المسيحية - هي أنه إله مات ثم عاد للحياة. وقصة أوزيريس هي أنه إله مات ثم عاد للحياة. وأن السمكة رمز في المسيحية وفي قصة أوزيريس.
لهذا ليس غريبا أن نجد مسلة مصرية تقف منتصبة في مركز الرمز الدائري (الإكثوس)، في قلب ساحة الڤاتيكان!!
-----
اعتادت الكنيسة في القرون الأولى أن تقتبس الرموز الوثنية وتقوم بـ"تنصيرها" كي تيسر على وثنيي أوروبا تقبل الديانة الجديدة!
وهذه حقيقة تاريخية لا يقوم الكاثوليك بإنكارها، وأكدتها الأبحاث التاريخية الحديثة.
في شمال أوروبا كانت ديانة أودين Odin منتشرة بين قبائل النورسيين.. وأودين رمزه كان دائرة مقسومة بخطين متعامدين، للإشارة لعجلة عربته الطائرة، أو لدرعه الحربي، أو لدورة الشمس في الفصول الأربعة.
وفي أيرلندا قبل دخول المسيحية كان رمز الصليب السلتي Celtic Cross مشهورا بين السكان.
فلما وصل المنصرون لهذه الأمم قرروا إعادة تقديم نفس الرموز الوثنية القديمة في شكل مسيحي جديد، وإعطاءها معانٍ مسيحية ودمجها في المعتقدات الكاثوليكية.
ولهذا نرى اليوم أن عجلة أودين والصليب السلتي وصليب الشمس أصبحت رموزا مسيحية بأسماء جديدة!!
-----
الباطنية والمشتغلون بالتنجيم يرون أن تكرار مسألة السمك ورمزية الأسماك في قصص الأناجيل إنما هي إشارة مبطنة لما يسمى فلكيا (عصر برج الحوت)
ففي اعتقاد المنجمين أن فترة كل 2160 سنة تقريبا تشكل عصرا أو عهدا يرتبط ببرج من أبراج الفلك
(والأبراج هي 12 كوكبة نجمية تمر الشمس بها على مدار السنة)
فيقولون أن الديانة الباطنية الوثنية تتخذ لها هيئة جديدة كل 2160 سنة لتناسب "العصر"، وأن الفترة ما بين 1 ميلاديا إلى 2160 م هي فترة برج الحوت، ورمزه السمكتان كما هو معروف، وأنها هي نفسها فترة المسيحية!
ويقولون أن ما سبق عصر الحوت كان عصر الحمَل، أي الخروف الصغير، وأن ما سيأتي بعد الحوت هو عصر الدلو، والذي رمزه (الماء المسكوب)
وكلها خرافات، لكن الباطنية يبنون عليها مؤلفاتهم ورموزهم وأساطيرهم، لهذا معرفتها تؤدي لحل الكثير من ألغاز الديانات الباطنية.
-----
بعض قصص "السمك" في الأناجيل الحالية:
إنجيل متى - الإصحاح 4
وكان يسوع سائرا على شاطئ بحر الجليل، فرأى أخوين هما سمعان الذي يقال له بطرس وأندراوس أخوه يلقيان الشبكة في البحر، لأنهما كانا صيادين.
فقال لهما:اتبعاني أجعلكما صيادي بشر.
فتركا الشباك من ذلك الحين وتبعاه.
إنجيل يوحنا - الإصحاح 21
قال لهم يسوع: هاتوا من ذلك السمك الذي أصبتموه الآن.
فصعد سمعان بطرس إلى السفينة، وجذب الشبكة إلى البر، وقد امتلأت بمائة وثلاث وخمسين سمكة من السمك الكبير، ولم تتمزق الشبكة مع هذا العدد الكثير.
[ولا نعلم دلالة اختيار المؤلف للعدد 153 على وجه التحديد!!]
إنجيل متى - الإصحاح 17
قال يسوع لبطرس
اذهب إلى البحيرة، وألق صنارة الصيد، وأمسك السمكة التي تطلع أولا، ثم افتح فمها تجد فيه قطعة نقد بقيمة أربعة دراهم، فخذها وأدِ الضريبة عني وعنك.
[وربما كانت هذه القصة الأساس الذي جاءت منه قصة خاتم سليمان الذي وُجد في السمكة! أو ربما إشارة لأسطورة أوزيريس المذكورة سابقا!]
هذا الرمز معترف به رسميا في المسيحية، ويمكنك رؤيته مرسوما على الأرض بحجم ضخم للغاية إن نظرت لساحة الڤاتيكان من مسقط رأسي!
الڤاتيكان يتكون بشكل أساسي من كاتدرائية القديس بطرس، وساحة القديس بطرس (المسماة البلازا)
وفي وسط الساحة يقف رمز من المفترض أنه بعيد الصلة عن المسيحية.. مسلة فرعونية!
والمسلة تقف في مركز دائرة الـ إكثوس.
ربما تتعجب حين ترى أن الكاثوليك اختاروا رمزا وثنيا يمثل عبادة الشمس رع ليضعوه في مركز أهم كنائسهم، لكن عجبك سيزداد حين تعلم أن المسلة لم توضع في المركز، بل تم بناء الساحة كلها من البداية حول المسلة..
فالمسلة موضوعة قرب هذا المكان من قبل بناء الڤاتيكان أصلا!
والاستنتاج المنطقي من هذه المعلومة هو أن الباباوات يرون أن ديانتهم امتداد طبيعي للوثنيات القديمة.. وأن كهنتهم هم "تطور طبيعي" لكهنة عين شمس الفرعونية.
المسلة قام إمبراطور روماني - قبل المسيحية - بنقلها من مصر لروما. ووضعها في ساحة معابد وهياكل "مقدسة"
ثم جاء الإمبراطور نيرون وجعلها في وسط سيرك ضخم.. سيرك نيرون الشهير الذي كان ساحة تعذيب وقتل المسيحيين الأوائل!
ويؤمن النصارى بقصة شعبية مفادها أن بطرس الحواري تم صلبه مقلوبا في هذه الساحة أمام المسلة.
وبعد تأييد الإمبراطور الروماني قسطنطين للمسيحيين، تم تحويل ساحة التعذيب إلى ساحة الڤاتيكان.
----
البعض نظر لرمزية وجود مسلة مصرية قديمة داخل دائرة "سمكة يسوع" على أنها إعادة إحياء لأسطورة قديمة، هي أسطورة أوزيريس!
فقصة (أوزيريس) - كما اخترعها كهنة مصر - هي أن أخاه (ست) قتله وقطع جسده أجزاء وبعثرها كي لا يتم تحنيطه وبالتالي لا يعيش في العالم الآخر.
لكن زوجة أوزيريس - وأخته في نفس الوقت - جمعت أجزاء جسد زوجها، وجعلت مكان كل جزء معبدا لعبادته، ثم قررت استخدام سحرها - وبمساعدة أختها نفتيس والمعبود تحوت - في بث الحياة لفترة قصيرة في جسد زوجها، كي يعاشرها وتنجب منه ابنا، حورس الصغير، الذي سيكبر لينتقم من عمه ست ويستعيد مملكة أبيه أوزير.
القصة معروفة، لكن الجزء الهام هنا هو أن إيزيس فشلت في استعادة أحد أجزاء جسد زوجها، وهو العضو الذكري، فصنعت له بديلا من الذهب!
وسبب ضياع العضو هو أنه فور أن قطعه ست ورماه في الماء التهمته سمكة!
ربما تلاحظ مما سبق أن قصة يسوع - حسب اعتقاد المسيحية - هي أنه إله مات ثم عاد للحياة. وقصة أوزيريس هي أنه إله مات ثم عاد للحياة. وأن السمكة رمز في المسيحية وفي قصة أوزيريس.
لهذا ليس غريبا أن نجد مسلة مصرية تقف منتصبة في مركز الرمز الدائري (الإكثوس)، في قلب ساحة الڤاتيكان!!
-----
اعتادت الكنيسة في القرون الأولى أن تقتبس الرموز الوثنية وتقوم بـ"تنصيرها" كي تيسر على وثنيي أوروبا تقبل الديانة الجديدة!
وهذه حقيقة تاريخية لا يقوم الكاثوليك بإنكارها، وأكدتها الأبحاث التاريخية الحديثة.
في شمال أوروبا كانت ديانة أودين Odin منتشرة بين قبائل النورسيين.. وأودين رمزه كان دائرة مقسومة بخطين متعامدين، للإشارة لعجلة عربته الطائرة، أو لدرعه الحربي، أو لدورة الشمس في الفصول الأربعة.
وفي أيرلندا قبل دخول المسيحية كان رمز الصليب السلتي Celtic Cross مشهورا بين السكان.
فلما وصل المنصرون لهذه الأمم قرروا إعادة تقديم نفس الرموز الوثنية القديمة في شكل مسيحي جديد، وإعطاءها معانٍ مسيحية ودمجها في المعتقدات الكاثوليكية.
ولهذا نرى اليوم أن عجلة أودين والصليب السلتي وصليب الشمس أصبحت رموزا مسيحية بأسماء جديدة!!
-----
الباطنية والمشتغلون بالتنجيم يرون أن تكرار مسألة السمك ورمزية الأسماك في قصص الأناجيل إنما هي إشارة مبطنة لما يسمى فلكيا (عصر برج الحوت)
ففي اعتقاد المنجمين أن فترة كل 2160 سنة تقريبا تشكل عصرا أو عهدا يرتبط ببرج من أبراج الفلك
(والأبراج هي 12 كوكبة نجمية تمر الشمس بها على مدار السنة)
فيقولون أن الديانة الباطنية الوثنية تتخذ لها هيئة جديدة كل 2160 سنة لتناسب "العصر"، وأن الفترة ما بين 1 ميلاديا إلى 2160 م هي فترة برج الحوت، ورمزه السمكتان كما هو معروف، وأنها هي نفسها فترة المسيحية!
ويقولون أن ما سبق عصر الحوت كان عصر الحمَل، أي الخروف الصغير، وأن ما سيأتي بعد الحوت هو عصر الدلو، والذي رمزه (الماء المسكوب)
وكلها خرافات، لكن الباطنية يبنون عليها مؤلفاتهم ورموزهم وأساطيرهم، لهذا معرفتها تؤدي لحل الكثير من ألغاز الديانات الباطنية.
-----
بعض قصص "السمك" في الأناجيل الحالية:
إنجيل متى - الإصحاح 4
وكان يسوع سائرا على شاطئ بحر الجليل، فرأى أخوين هما سمعان الذي يقال له بطرس وأندراوس أخوه يلقيان الشبكة في البحر، لأنهما كانا صيادين.
فقال لهما:اتبعاني أجعلكما صيادي بشر.
فتركا الشباك من ذلك الحين وتبعاه.
إنجيل يوحنا - الإصحاح 21
قال لهم يسوع: هاتوا من ذلك السمك الذي أصبتموه الآن.
فصعد سمعان بطرس إلى السفينة، وجذب الشبكة إلى البر، وقد امتلأت بمائة وثلاث وخمسين سمكة من السمك الكبير، ولم تتمزق الشبكة مع هذا العدد الكثير.
[ولا نعلم دلالة اختيار المؤلف للعدد 153 على وجه التحديد!!]
إنجيل متى - الإصحاح 17
قال يسوع لبطرس
اذهب إلى البحيرة، وألق صنارة الصيد، وأمسك السمكة التي تطلع أولا، ثم افتح فمها تجد فيه قطعة نقد بقيمة أربعة دراهم، فخذها وأدِ الضريبة عني وعنك.
[وربما كانت هذه القصة الأساس الذي جاءت منه قصة خاتم سليمان الذي وُجد في السمكة! أو ربما إشارة لأسطورة أوزيريس المذكورة سابقا!]
تعليقات
إرسال تعليق