في الأرض خليفة
العلاقة بين البشر والملائكة والشياطين اتضحت مبكرا جدا.. فور خلق الإنسان.
في البداية لم يفهم الملائكة سبب خلق هذا المخلوق الذي سيُفسد في الأرض ويسفك الدماء.. ثم أطاعوا الله وسجدوا لآدم، كعلامة على بدء خدمتهم له وإشرافهم عليه.
أما إبليس فكانت مشاعره تجاه آدم مختلفة. شعر بأنه منافس له، فحسده، وقرر في نفسه ألا يطيعه أبدا.
وباقي القصة معروفة.
-----
يقول النص القرآني «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» - البقرة 30
ما معنى كلمة "خليفة" في هذا السياق؟
ربما تظنه سؤالا واضحا له إجابة ثابتة ومعروفة في كتب التفسير، إلا أن المسألة أعقد قليلا مما تظن!
هناك أربعة آراء في معنى خليفة، سأسردهم بالترتيب من الأضعف إلى الأقوى:
1- خليفة لله
2- خليفة للمسلمين (أي حاكم)
3- خليفة للجن (بعد إفسادهم في الأرض أول مرة)
4- كائن ذو ذرية، يتناسل، بحيث يخلف بعضه بعضا
فالقول الأول لا يصح، لأن الله ليس غائبا حتى يخلفه مخلوق ما.
والثاني ضعيف لأنه لا يناسب السياق. وأصلا معنى خليفة المسلمين مشتق من أن الحاكم يكون خلفا للحاكم السابق، أي أن كلمة "خليفة" في حد ذاتها لا تعني رئيسا حاكما.
والثالث مناسب للمعنى، ومناسب لآية 27 من سورة الحجر «والجآن خلقناه من قبل من نار السموم» ، ومناسب لتعليق الملائكة على أن المخلوق الآدمي سيفسد في الأرض كما فعل الجن قبله.
والرابع هو أقوى تفسير للكلمة. فالمعنى هو أن آدم لن يكون مخلوقا منفردا، ولن يعيش للأبد، بل سيكون من طبيعته أنه يتناسل ويزيد عدده ويعمر الأرض، ويموت السلف فيأتي بعدهم خلف لهم، وهكذا.
ومنذ أيام تم تسجيل شرح للآية في فلسطين، قام به الشيخ بسام نهاد جرار (رئيس مركز نون للدراسات) يربط فيه بذكاء شديد بين هذه الآية وآية "وعلم آدم الأسماء كلها"..
ومختصر كلامه أن الإنسان له القدرة على نقل العلم من جيل إلى جيل، على عكس الحيوانات مثلا، وأن هذا هو معنى "الاستخلاف" الحقيقي.
وفي مواضع أخرى من القرآن نرى أن "الخلافة والاستخلاف" تأتي بمعنى القول الرابع الذي أشرت إلى أنه أقوى تفاسير كلمة خليفة:
تقول آخر آية في سورة الأنعام «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ»
وآية 59 من سورة مريم: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً»
في البداية لم يفهم الملائكة سبب خلق هذا المخلوق الذي سيُفسد في الأرض ويسفك الدماء.. ثم أطاعوا الله وسجدوا لآدم، كعلامة على بدء خدمتهم له وإشرافهم عليه.
أما إبليس فكانت مشاعره تجاه آدم مختلفة. شعر بأنه منافس له، فحسده، وقرر في نفسه ألا يطيعه أبدا.
وباقي القصة معروفة.
-----
يقول النص القرآني «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» - البقرة 30
ما معنى كلمة "خليفة" في هذا السياق؟
ربما تظنه سؤالا واضحا له إجابة ثابتة ومعروفة في كتب التفسير، إلا أن المسألة أعقد قليلا مما تظن!
هناك أربعة آراء في معنى خليفة، سأسردهم بالترتيب من الأضعف إلى الأقوى:
1- خليفة لله
2- خليفة للمسلمين (أي حاكم)
3- خليفة للجن (بعد إفسادهم في الأرض أول مرة)
4- كائن ذو ذرية، يتناسل، بحيث يخلف بعضه بعضا
فالقول الأول لا يصح، لأن الله ليس غائبا حتى يخلفه مخلوق ما.
والثاني ضعيف لأنه لا يناسب السياق. وأصلا معنى خليفة المسلمين مشتق من أن الحاكم يكون خلفا للحاكم السابق، أي أن كلمة "خليفة" في حد ذاتها لا تعني رئيسا حاكما.
والثالث مناسب للمعنى، ومناسب لآية 27 من سورة الحجر «والجآن خلقناه من قبل من نار السموم» ، ومناسب لتعليق الملائكة على أن المخلوق الآدمي سيفسد في الأرض كما فعل الجن قبله.
والرابع هو أقوى تفسير للكلمة. فالمعنى هو أن آدم لن يكون مخلوقا منفردا، ولن يعيش للأبد، بل سيكون من طبيعته أنه يتناسل ويزيد عدده ويعمر الأرض، ويموت السلف فيأتي بعدهم خلف لهم، وهكذا.
ومنذ أيام تم تسجيل شرح للآية في فلسطين، قام به الشيخ بسام نهاد جرار (رئيس مركز نون للدراسات) يربط فيه بذكاء شديد بين هذه الآية وآية "وعلم آدم الأسماء كلها"..
ومختصر كلامه أن الإنسان له القدرة على نقل العلم من جيل إلى جيل، على عكس الحيوانات مثلا، وأن هذا هو معنى "الاستخلاف" الحقيقي.
وفي مواضع أخرى من القرآن نرى أن "الخلافة والاستخلاف" تأتي بمعنى القول الرابع الذي أشرت إلى أنه أقوى تفاسير كلمة خليفة:
تقول آخر آية في سورة الأنعام «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ»
وآية 59 من سورة مريم: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً»
تعليقات
إرسال تعليق