سلامة المصري في حديقة الحيوان
بكل همة ونشاط استيقظت هذا الصباح ثم قررت أن أذهب في رحلة قصيرة لحديقة الحيوان! ولا أريد أن تخدعك هذه الجملة الافتتاحية فتتصور أني من ذلك النوع من البشر الذي يقوم بالأمور بعفوية ودون تخطيط.. فقرار هذه الرحلة ظل يختمر في الذهن لفترة غير قصيرة، إلى أن صار التأجيل أكثر من هذا شيئا لا يحتمل. فعلى الرغم من القرب النسبي للمكان من منزلي، إلا أني كأغلب أهل الإسكندرية قلما أزورها. وربما يعود سبب هذه الندرة في الزيارة لكثرة مشاغلهم أو لاضطراب الحياة عامة في مصر الآن.. لكن السبب الحقيقي في ظني هو فقدان المصريين للقدرة على الاستمتاع بالأشياء الحياتية البسيطة. وهو شيء ينبع عادة من داخل الإنسان ويختلف من مجتمع لآخر. ففي حين لا يشعر المواطن الأمريكي بالإشباع إلا بمجاوزة الحد في الترفيه والسهر والشرب والأكل إلخ، نجد المواطن الياباني التقليدي يمكن أن تكفيه زيارة قصيرة لحدائق الزهور اليابانية الشهيرة لتعطيه شعورا بالسعادة يكفيه طوال الأسبوع! لكن دعني لا أنجرف مع تيار المواضيع الجانبية، لأعود وأركز على أحداث هذا اليوم. في الثامنة والربع صباحا بدأت رحلتي. وما يجعلني أتذكر الوقت بهذه الدقة هو توقف أحد س...