رواية دراكولا

تم إنتاج عشرات المعالجات الدرامية لرواية دراكولا Dracula، ومع ذلك لا زال النص الأصلي أفضل منها كلها.
فالـ "ميديم إز ذا ماسيج" كما يقال The Medium is the Message
أي: الوسيط هو الرسالة.
فكل وسيط من الوسائط المتعددة محكوم بطبيعته الخاصة.
الوسيط التليفزيوني محكوم بطبيعته، والوسيط السينمائي محكوم بطبيعته، ونفس الشيء ينطبق على المسرح والإذاعة والكوميكس والرواية.
وعندما ننقل أي رسالة فكرية أو أدبية من وسيط لوسيط آخر فإن الكثير من الأشياء "تُفقد في الترجمة" Lost in Translation لا محالة.
=====
عندما نشر المؤلف برام ستوكر روايته سنة 1897 كان القرن الـ 19 يقترب من نهايته، والقرن العشرين على الأبواب.
كان الجو المسيطر على بريطانيا هو الجو الفيكتوري.. جو "جاك السفاح" والثورة الصناعية.. وكانت الامبراطورية قوية، والحياة الثقافية غنية بالأفكار الجديدة.



ولد ستوكر في أيرلندا لأسرة بروتستانتية.. لكن في روايته يظهر بعض التعاطف مع الطقوس والعقائد الكاثوليكية.
ففي حين أن أغلبية البروتستانت ينظرون للكاثوليكية على أنها انحراف نحو الوثنية وتقديس للرموز وللأيقونات، إلا أن أبطال رواية دراكولا استطاعوا مقاومة الكونت باستخدام الرموز الكاثوليكية التقليدية.



الأسلوب اللغوي للرواية هو أحد مواضع القوة فيها. فقد تخلى المؤلف تماما عن الأسلوب الوصفي، وجعل القصة كلها في شكل مذكرات ورسائل يكتبها الأبطال أو يسجلوها صوتيا على جهاز الفونوغراف.


وبهذه الحيلة الروائية أعطى المؤلف للأحداث فوق الطبيعية لمحة من المصداقية. فالقارئ هنا لن يتابع القصة عبر منظور واحد فقط، هو منظور المؤلف الراوي، بل عبر عدة شخصيات تصف كل شخصية ما شاهدوه من أحداث.



(وهذا الأسلوب صعب نقله إلى الشاشة بصورة واقعية. فالأفلام بطبيعتها هي وسيط بصري، أي يركز على الصورة، ويفشل في إظهار الأفكار الداخلية للشخصيات، إلا لو لجأ الفيلم لاستخدام أسلوب المونولوج الداخلي، وهو أسلوب يصيب المشاهد بالملل إن زاد استخدامه عن الحد.
نفس الشيء نراه في المسرح. فمسرحيات شكسبير على سبيل المثال مليئة بمونولوجات جانبية تعبر فيها الشخصية عن مشاعرها وأفكارها في أسلوب خطابي. وهو أسلوب غير واقعي لا يحدث كثيرا في الحياة اليومية. أما كتابة المذكرات أو التدوين فأساليب مناسبة جدا وواقعية. ولهذا اختارها المؤلف في روايته)
في نفس الوقت استفاد ستوكر من أسلوب المذكرات في زيادة جرعة التشويق. ففي القصص والأفلام الضعيفة نجد الشرير الرئيسي في الأحداث يشرح لخصومه خطته.. أو نراه وهو يخطط لجرائمه. لكن في الحياة الواقعية يحدث العكس، حيث يظل الناس جاهلين بما يفعله الشرير إلى أن تقع الجريمة، ونادر جدا أن يعلن عنها مقدما أو يشرح تفاصيلها.



وحيث أن كونت دراكولا لا يدون مذكراته فيظل القارئ يشعر بالفضول والترقب، بالتوازي مع أبطال الرواية، ويحاول أن يتوقع أفعال الشرير لكن لا يراها تحدث إلا في لحظة وقوعها الفعلي.
أما أغلب المعالجات الدرامية للرواية فتجعل شخصية دراكولا هي الشخصية المحورية، في حين أنه في الرواية شخصية جانبية، تتحرك من وراء الستار، ولا نرى الأحداث أبدا من وجهة نظر دراكولا POV








وهذا الإخفاء يزيد من التشويق، تماما كما حدث في فيلم Jaws، عندما فشل المخرج سبيلبرج في تشغيل ماكينة سمكة القرش وإظهار حركتها بصورة واقعية وطبيعية، فقرر أن يقلل من ظهور القرش في الفيلم قدر الإمكان.. وكانت النتيجة هي نجاح الفيلم! لأن الظهور المتكرر لشخصية الشرير الرئيسي في القصة كان سيقلل من شعور المتفرج بالصدمة والإثارة.





(موقع موسوعة TvTropes وضع مصطلحا يشرح هذا المفهوم في تلاعب لفظي جميل، وأسماه
Nothing is Scarier
أي "لا شيء يفوقه في إثارة الرعب" لكن مع التركيز على كلمة "ناثينج" بحيث يصبح المعنى الجديد هو "اللاشيء يتسبب في إثارة الرعب بدرجة أكبر من أي شيء")



لكن لا تتوقع أن تشعر بالرعب عندما تقرأ الرواية! فأنت ابن القرن العشرين أو الواحد والعشرين، وحدث لك تشبع تام من كثرة مشاهد العنف والدم التي رأيتها في حياتك، سواء في الأعمال الدرامية أو في نشرات الأخبار.



أما في زمن المؤلف فكانت مشاعر الناس أكثر رقة.. فالشاعر إدجار ألان بو، على سبيل المثال، كان يلقي قصيدته الشهيرة، الغراب، فتصاب بعض النساء الحاضرات بالإغماء!
(لن تجد هذا بين الكائنات المتبلدة الحالية. فمشاهد الرعب الآن غالبا تؤدي للضحك أو الابتسام)


لكن هذا لا يمنع أن الرواية فيها أيضا مقاطع كوميدية مقصودة، ربما لتخفيف حدة الأحداث وقتامتها، أي ما يعرف بالـ Comic Relief








فالبروفيسور "فان هيلسنج" يتكلم الإنجليزية بلكنة هولندية ألمانية مكسرة، تؤدي غالبا لعبارات وجمل كوميدية، تشبه أسلوب هركيول بوارو في قصص أجاثا كريستي.
فعلى سبيل المثال يحاول في إحدى المرات أن يقول لأصدقائه أنه "لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب"، وهو مثل إنجليزي، لكن لضعفه في فهم الثقافة الإنجليزية تتحول الجملة إلى: اللبن بعد سكبه لن يستطيع البكاء (!!)




=====
بعض الباحثين في العصر الحديث ينظرون للرواية على أنها نص يحمل مضمونا جنسيا، لا يظهر بصراحة لكن يظهر كـ Subtextأو فكرة تضمينية.
وهذه النظرة فيها شيء من الحقيقة. فبعض مشاهد مص الدماء موصوفة بتعبيرات وتشبيهات جنسية واضحة.
(وقد أشير لهذا في المقدمة التعريفية المرفقة بطبعة حديثة للرواية، نشرتها دار Barnes & Noble الشهيرة، في سلسلة الكلاسيكيات B&N Classics



وهي بالمناسبة أفضل طبعة رأيتها، دقيقة وقليلة الأخطاء، وبها هوامش تفسيرية كثيرة ومفيدة، وتشبه طبعات دار "يورك York")

والرواية تعامل "رابطة الدم" على أنها رابطة جنسية إلى حد ما.
فعندما يحاول اللورد أرثر إنقاذ خطيبته لوسي من "مرضها الغامض" ويخضع لعملية نقل دم لتعويض دمها المفقود، ينظر لهذه العملية على أنها رابطة تربط بينها وبينه، وأنها بذلك تكون قد أصبحت شبه زوجة له، على الأقل بصورة رمزية وعاطفية، على الرغم من وفاتها قبل إتمام الزواج.



وهنا يصمت باقي أبطال القصة، ولا يصرحون له بحقيقة أنهم تبرعوا أيضا بدمهم للوسي في السابق، لأن هذه المعلومة ستجعل الموقف شديد الإحراج!
مثل هذا الموقف قد ينظر له القارئ على أنه مثال للفروسية الرومانسية المشهورة في الروايات القديمة، لكنه قد يكون في نفس الوقت مشهدا يقصد به المؤلف إعطاء الرواية لونا فكاهيا!

وبمناسبة ذكر عملية نقل الدم، فإن أحد الأخطاء العلمية الشهيرة بالرواية هي تفاصيل هذه العملية.
فالمؤلف دمج في النص الكثير من الأفكار والاختراعات والاكتشافات التي كانت تعتبر جديدة في زمنه.. فأضاف موضوع نقل الدم، وهو علاج كان جديدا نسبيا في وقت كتابة الرواية. لكن لم يكن يعلم بمسألة اختلاف فصائل الدم بين الأشخاص وخطورة رفض جسد المريض لدم الشخص المتبرع.
فنجد في الرواية أن لوسي تستقبل الدماء من عدة أشخاص دون الإشارة إطلاقا لموضوع اختلاف الفصائل.



=====
إحدى الأفكار الأساسية في الرواية هي محاولة التوفيق بين القديم والجديد، وبين الفولكلور والعلم الحديث، وبين الأفكار المحافظة والأفكار الجديدة.
فشخصية دراكولا ترمز للقديم: لجو القصور الرومانية القديمة وللأساطير الشعبية الفولكلورية وللخرافات. لكنها في نفس الوقت خرافات تعاملها الرواية على أنها واقعية وصحيحة ولها وجود فعلي.
وفي نفس الوقت نرى دراكولا يريد الانتقال للندن كي يعيش في جو العصر الحديث ويندمج في المجتمع البريطاني.
أما الأبطال فاستعانوا أيضا بخليط من الأدوات والأفكار القديمة والحديثة كي ينتصروا عليه.. فاستخدموا الرموز الكاثوليكية الدينية لتطهير توابيت دراكولا، واستعانوا بالثوم كي يبعدوه عن جسد لوسي قدر الإمكان.. وفي نفس الوقت استخدموا أساليب التحري الحديثة في البحث عنه، واستخدموا أدوات حديثة في تدوين المعلومات، كالكتابة المختصرة (الشورت هاند) والتسجيل الصوتي على الفونوغراف. ونجد أيضا أن النص يذكر كاميرات كوداك، وآخر نظريات علم النفس المنشورة وقت كتابة الرواية.







وشخصية فان هيلسينج هي خير مثال على هذا، فهو خليط من السحرة والعلماء، ومتخصص في الطب وفي الأساطير في نفس الوقت.




وشخصية مدام مينا هاركر تشير أيضا للدمج بين القديم والحديث. فهي تتهكم على ما تسميه عادات وأخلاق "المرأة الجديدة" والحركة النسوية، لكنها في نفس الوقت شخصية عملية ومتعلمة ولا تميل للهيستيريا. بل تكاد تفوق زوجها في ضبط النفس وفي التصرف بعقلانية.
وتشارك بذكاء في خطة تتبع دراكولا والقضاء عليه.. فتقوم بتفريغ المذكرات الصوتية التي كان "دكتور سيوارد" يسجلها، وتكتبها على الآلة الكاتبة ثم تجمعها مع مذكرات باقي أبطال الرواية، كي تتكون لديهم صورة متكاملة عن شخصية دراكولا وتحركاته ودوافعه ومواضع قوته وضعفه.
وحتى بعد أن أصابها دراكولا بلعنته - في مشهد يشبه مشاهد الاغتصاب - لم تستسلم لليأس، بل أصبح إنقاذها هو المحرك الأساسي لأبطال الرواية، وسافرت معهم كي تشارك في قتل الكونت، بعد هروبه من بريطانيا عائدا لبلده.
ونجحت بمساعدة بروفيسور فان هيلسينج في تحويل النقمة إلى نعمة، فاستغلت الرابطة العقلية بينها وبين دراكولا في التجسس على أفعاله، كما كان دراكولا يستغل نفس الرابطة في محاولة إغواء مينا والسيطرة العقلية عليها.
(وهذا يشبه ما فعلته ج ك رولنج في روايات هاري بوتر، حين استغل هاري الرابطة العقلية بينه وبين فولدمورت.



وهناك تشابه آخر بين الروايتين، يظهر في تتبع أبطال رواية دراكولا للتوابيت التي يبيت فيها دراكولا ثم تطهيرها كي لا يجد مكانا يستعيد فيه قوته، في حين أن هاري وأصدقاءه يقومون أيضا بتتبع أجزاء روح فولدمورت، الهوركركس، كي يتمكنوا في النهاية من القضاء على فولدمورت نفسه)
=====
في رأيي فإن أفضل طريقة للاستمتاع بهذه الرواية هي الاستماع للكتاب الصوتي الذي أصدره موقع أوديبل Audible Audiobook


فالموقع لم يترك مهمة قراءة الرواية لقارئ واحد كالعادة، بل اختار أن يجعل الكتاب الصوتي متعدد الرواة، بحيث يقوم كل ممثل بقراءة مذكرات شخصية من شخصيات الرواية.

واختاروا أشهر وأفضل القراء في مجال الكتب الصوتية.
الممثل تيم كري Tim Curry
يقوم بدور قصير، حيث يقرأ مذكرات فان هيلسنج. (وهو مشهور بدوره في الجزء الثاني من سلسلة أفلام وحدي بالمنزل، وبقراءته لسلسلة كتب ليموني سنيكيت، ولرواية جول فيرن: رحلة لمركز الأرض)


أما القارئ الممتاز سيمون فانس Simon Vance
فيقوم بدور جوناثان هاركر. وهو مشهور بقراءته لسلسلة كثيب Dune
وكاتي كيلجرن Katy Kellgren
تقوم بدور مينا هاركر. (وهي حائزة على عدد ضخم من جوائز الكتب الصوتية، وشاركت أيضا في قراءة سلسلة كثيب)
أما دور لوسي ويستيرنا فتقوم به "سوزان ديردن"، وهي ممثلة تليفزيونية معروفة بدور ثانوي في مسلسل لوست.
=====
(اقتباس بتصرف يسير من رواية دراكولا، تأليف برام ستوكر، ترجمة "التكستاوي Textawy": سلامة المصري)

قال البروفيسور فان هيلسنج (بلكنته الهولندية):
مصاصو الدماء حقيقة، وبعضنا يملك الدليل على وجودهم.
ولو لم نكن قد رأينا الدليل بأنفسنا أثناء التجربة الكئيبة التي مرت بنا (عند وفاة لوسي)، فإن التاريخ وسجلات الماضي يحويان ما يكفي من الأدلة كي يقتنع أي عاقل.
أعترف أني في البداية كنت في شك. ولو لم أكن قد دربت نفسي خلال سنوات عمري الطويلة على أن أحافظ على عقل متفتح لما كنت صدقت إلا عندما تصدمني الحقيقة كالرعد في أذني قائلة: انظر! هذا هو إثبات وجودي!
آه لو كنت أعلم وقتها ما أعلمه الآن، أو لو خمنت مجرد تخمين! لكنت أنقذت حياة فتاة غالية نحبها كلنا.
لكن ما حدث قد حدث، وعلينا الآن أن نعمل قدر المستطاع كي ننقذ أرواح الآخرين من الهلاك.

إن "النوسفيراتو" ليس كالنحلة، أي لا يموت عندما يلدغ الشخص.. بل تزداد قوته. وبزيادة قوته تزداد قدرته على عمل الشر.
هذا "الفامباير" الذي نتعامل معه يملك قوة جسدية تعادل قوة عشرين من الرجال.. ودهاءه يفوق دهاء البشر، لأنه تعاظم مع مر العصور.
وهو بالإضافة لذلك متمكن من الـ نيكرومانسي Necromancy أي - كما هو واضح من الاشتقاق اللغوي للكلمة - تحضير الأرواح والعِرافة عن طريق استفهام الموتى.. ويستطيع التحكم في أي جثة توجد بقربه.
إنه وحشي وقاسي كالشياطين ومنعدم الرحمة. ويستطيع - إلى حد ما - التحكم في عناصر الطبيعة والعواصف والضباب والرعد. والتسلط على الكائنات الوضيعة، كالفئران والبوم والخفافيش و(فراش) العثة والثعالب والذئاب.
ويستطيع أن يتضخم في الحجم وأن ينكمش، ويمكنه الاختفاء ثم الظهور فجأة.

نوعه معروف للبشر في كل بلاد العالم.. كان معروفا في بلاد اليونان والرومان.. عاش في ألمانيا وفرنسا والهند والصين.. حتى في أبعد البلاد عنا ستجد لنوعه ذكرا، وإلى يومنا هذا تشعر الشعوب بالخوف منه.
وُجد بين القبائل القديمة في اسكندنافيا (الأيسلنديين) وقبائل الهن Hun المتوحشة والسلاف والساكسون والمجريين.

الفامباير يعيش للأبد ولا يموت لمجرد تقدمه في العمر، بل يستمر في الحياة ما دامت دماء الأحياء في متناوله.
بل - وكما رأينا بأنفسنا - يمكنه أن يزداد شبابا وحيوية، وتتجدد قوته طالما مصادر غذاءه وفيرة.
لكن قوته معتمدة على هذا الغذاء الدموي المعين، إذ لا يستطيع تناول الطعام كباقي البشر. فعلى الرغم من أن صديقنا جوناثان قد عاش معه لأسابيع إلا أنه لم يره يأكل طعاما ولو مرة واحدة.
وكما لاحظ جوناثان أيضا فإن جسده لا يلقي ظلالا، وصورته لا تنعكس في المرايا.
ويستطيع أن يتحول لذئب أو لخفاش. وأن يحيط نفسه بالضباب.
يستطيع أن يتنقل كغبار محمول على أشعة نور القمر.
يستطيع أن يتضاءل في الحجم، كما رأينا بأنفسنا الآنسة لوسي - قبل أن تنتقل بسلام للعالم الآخر - وهي تمر عبر فتحة في باب المقبرة لا يزيد عرضها عن عرض الشعرة.
يستطيع أن يدخل ويخرج من الأماكن المغلقة، مهما كانت مغلقة بإحكام أو حتى ملحومة بالقصدير.
يستطيع أن يرى في الظلام.. وهي قدرة لا يستهان بها، خصوصا وأن عالمنا يظل نصف الوقت غارقا في ظلام الليل.

لكن على الرغم من قدراته هذه كلها إلا أنه ليس حرا.. بل حاله يشبه حال العبد الأسير أو السجين.
فليست الأرض بأكملها مفتوحة أمامه كي يتحرك فيها كيف يشاء. فهذا المخلوق الشاذ عن الطبيعة لا زالت الطبيعة تحكمه ببعض قوانينها، ولا نعرف سبب هذا.
فعلى سبيل المثال لا يمكنه أن يدخل أي بيت لأول مرة إلا لو دعاه أحد أصحاب هذا البيت وسمحوا له بالدخول.
وقدراته تنعدم مع طلوع النهار، كما يحدث لباقي الكائنات الشريرة.
لكن تحت ظروف معينة يمكن أن يتحرر بعض الشيء من هذا القيد. فإن كان مسافرا بعيدا عن مكانه الأصلي فيمكنه تغيير شكله في أوقات ثلاثة محددة، وقت الظهر ولحظة الشروق أو الغروب. ويتشكل بحرية إن كان في بيته أو تابوته أو واقفا في مكان مدنس، كقبر شخص منتحر.
ولا يستطيع عبور الماء الجاري إلا في وقت أقصى المد أو أقصى الجزر. وتنعدم قواه أمام الثوم وأمام الصلبان.
غصن من الورد البري يستطيع أن يمنعه من الخروج من تابوته إن وضعناه فوقه.
رصاصة باركها كاهن ستقضي عليه إن أطلقناها على تابوته.
أما اختراقه بوتد أو قطع رأسه فنعلم بالتجربة أنهما قادران على قتله، (كما فعلنا مع جثة لوسي).
ولهذا فعندما نجد مسكن هذا المخلوق الذي كان يوما ما إنسانا سيكون بإمكاننا - إن اهتدينا بهذه المعلومات - أن نحصره في تابوته ثم نقضي عليه.
=====
(قراءة صوتية للمقطع - بصوت سلامة المصري)
Textawy


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Mobile Movies

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars