المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2025

فحص دستة شبهات وشكوك

بسم الله تجربة ذهنية. أطرح على نفسي فكرة صادمة. أترك لها الميكروفون كي تدافع عن نفسها. أتركها تحاول إقناعي بأحقيتها في الوجود. لا أسارع برجمها ولا جلدها ولا كتم صوتها. أتركها تتنفس، ثم أناقشها بهدوء. أحاول بالمنطق أن أقنعها. أنا كلاعب شطرنج منفرد يحرك القطعة البيضاء ثم يتقمص دور الخصم الأسود ويرد بحركة مضادة. بحيادية تامة، أتصور نفسي منفصلا تماما عن المجتمع، وكأني كائن فضائي في زيارة سياحية للأرض ويحاول أن يفهم عاداتكم الغريبة ومبررات أفعالكم ومعتقداتكم.   - بعضكم يخبرني أن تحريم الخنزير سببه طبي وصحي، في حين أنه الإفطار المفضل للأمريكان، وهم في صحة أفضل من صحتكم، وجنودهم أقوى بدنيا من جنودكم، وامبراطوريتهم تحكمت في بلادكم، ومتوسط أعمارهم أطول من متوسط أعماركم، وإنتاجهم الفكري والصناعي أغزر من إنتاجكم! أطرح على نفسي المعضلة وأفكر في حل مقنع. أجد شرائح البيكون المقلية اللذيذة تعطيها الأم في نيويورك لأبنائها كي تغذيهم قبل المدرسة. أجد على العبوة علامة ضمان الجودة من هيئة الصحة الأمريكية، فأنظر متسائلا لأخي المسلم فيجيبني بثقة: "حيوان يصاب بالديدان ودهونه ثقيله ويجعلك ديوثا مثله لو أ...

لو "إنجيل" الله لعيسى بالأرامية، فلماذا الكلمة نفسها يونانية؟!

هل نطق عيسى عليه السلام كلمة "إنجيل" الإغريقية اليونانية، أم أن ورودها في القرآن مجرد استخدام لكلمة مألوفة عند نصارى العرب؟ علينا أن نتفق أولا على عدة نقاط: - أوحى الله لعيسى كتابا، تماما كما أوحى لموسى توراة ولمحمد قرآنا. أما ما نجده اليوم في يد النصارى فهي كتابات من نوع السيرة النبوية (بيوجرافي) ومعها رسائل دعوية أرسلها بولس وآخرون لعدة مدن. هذا لا جدال فيه. فكيف سينزل الله على عيسى قصة حياة عيسى؟! هل يجوز مثلا أن نصف سيرة ابن إسحق بأنها القرآن؟! - هذه السير الأربع فيها فعلا بعض بقايا الوحي الذي نزل على عيسى، لأنها تقتبس بعض أقواله التي أمره الله أن يبلغها لقومه. ولهذا جاز وصف هذه السير بأنها إنجيل، من قبيل وصف الكل بالجزء. فهي متضمنة شيئا من كلام الله الموحى لعيسى. - "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ" - أناجيل النصارى مكتوبة باليونانية، لا بالآرامية. كانت فلسطين وقتها واقعة تحت سيطرة سياسية وثقافية هلينية (بسبب الرومان اللاتين، وبسبب ما حدث في الماضي من احتلال السلوقيين أتباع الإسكندر للشام). لكن لغة الشعب اليهودي كانت أرامية، وهي تشبه الع...