نبي الأميين

كانت أمة العرب أمية في المجمل، ولم يظهر فيها تأليف كتب، بينما كان للروم والفرس والصين والهند مؤلفات (وبعضها حسابي وعلمي وقبل البعثة المحمدية بألف سنة)
أغلب الرسل كانوا في أمة أهل "الكتاب".. وكان التوقع السائد عند اليهود أن الرسول المنتظر سيأتي منهم، فكانت الصدمة هي اختياره من أمة أخرى.
نزل القرآن في أمة كانت بلا كتاب سابق، بينما أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى كانوا في أمة الكتاب.
فكلمة "نبي الأميين" يجب فهمها في ضوء كلمة "أهل الكتاب".
الأميون هم العرب من غير أهل الكتاب. أمة لم تكن تكتب كتبا ولم يكن لها توراة ولا إنجيل. أمميون/أغيار بمصطلح أهل الكتاب اليهود.

الموازنة بين الأمية (والأميين) والكتابة (وأهل الكتاب) واضحة:
"قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم"
"الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل"
وقال أهل الكتاب "ليس علينا في الأميين سبيل"
"ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون (78) فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله"
"هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"
"وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون (47) وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"

ابن تيمية:
"يقال الأمي لمن لا يقرأ ولا يكتب كتابا، ثم يقال لمن ليس لهم كتاب منزل من الله يقرؤونه - وإن كان قد يكتب ويقرأ ما لم ينزل - ، وبهذا المعنى كان العرب كلهم أميين فإنه لم يكن عندهم كتاب منزل من الله.
فلما نزل القرآن عليهم لم يبقوا أميين باعتبار أنهم لا يقرؤون كتابا من حفظهم بل هم يقرؤون القرآن من حفظهم وأناجيلهم في صدورهم، لكن بقوا أميين باعتبار أنهم لا يحتاجون إلى كتابة دينهم بل قرآنهم محفوظ في قلوبهم.
فأمتنا ليست مثل أهل الكتاب الذين لا يحفظون كتبهم في قلوبهم بل لو عدمت المصاحف كلها كان القرآن محفوظا في قلوب الأمة وبهذا الاعتبار فالمسلمون أمة أمية بعد نزول القرآن وحفظه.
فديننا لا يحتاج أن يكتب ويحسب كما عليه أهل الكتاب من أنهم يعلمون مواقيت صومهم وفطرهم بكتاب وحساب ودينهم معلق بالكتب لو عدمت لم يعرفوا دينهم"
(مجموع الفتاوى) (17/ 435)

"الأميون يتناول العرب قاطبة دون أهل الكتاب"
(مجموع الفتاوى) (16/ 190)

"الأميين أي: العرب، والأمي: هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، وكذلك كان كثير من العرب.
وسمي أميا نسبة إلى أمه يوم ولدته لم يعرف القراءة، ولا الكتابة وبقي على ذلك.
وفي الحديث: إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب ولا نحسب. وهذا حكم على المجموع لا على الجميع؛ لأن في العرب من كان يكتب مثل كتبة الوحي، عمر وعليا وغيرهم.
وكونه صلى الله عليه وسلم أميا بمعنى لا يكتب، بينه قوله تعالى: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك"
(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (8/ 115)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

100 Arabic words in Frank Herbert's Dune

Mobile Movies

Darth Vader's Jewish Origin - The Golem of Star Wars