المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٢

السينما فن الإيهام

ولا جدال في هذا!!.. السينما فعلا فن إيهام المشاهد بإدخاله في عالم افتراضي مصنوع عمدا، ومدته ساعتان. البعض يصف تجربة مشاهدة الأفلام بأنها Escapism أو هروب الإنسان من الواقع مؤقتا.. لكن المشكلة هي في ضعاف العقول الذين يصدقون ما يشاهدون، وكأن المؤلف لن يكذب عليهم ولن يحرف الواقع ليخدم أهداف حبكته الدرامية! كم من الناس لا يزال يعتقد أن معنى "العصمة في يد الزوجة" هو أن الزوج لن يستطيع تطليقها إلا بإذنها؟!.. إنه أثر الأفلام العربية أيام الأبيض والأسود والتي استخدمت هذا الموقف الكوميدي مرات ومرات: - طلقيني يا روحي علشان خاطري! - أبدا..! دي العصمة في إيدي يا زوجي العزيز. وحقيقة المسألة شرعا وواقعا وقانونا هي أن شرط العصمة هذا يعني مجرد قدرة الزوجة على تطليق نفسها، دون أن يحد هذا الشرط من قدرة الزوج على تطليق زوجته متى أراد! ومسألة الخداع لا تقتصر على أفلامنا نحن فقط. فالإحصائيات الأمريكية تشير إلى أن أغلبية الناس يصدقون الموقف الذي يتكرر في الأفلام والمسلسلات عندهم كثيرا، حين يطلب المتهم في مركز الشرطة "حقه القانوني" في مكالمة تليفونية واحدة. وفي الواقع، ل

التدوين الصوتي - بودكاست شبكة السلامة

صورة
من الطبيعي أن تخطر لك فكرة عمل مدونة صوتية إذا كنت من الشغوفين بالاستماع لمدونات الغير، ولهذا بدأت منذ فترة في تسجيل بعض الحلقات الصوتية (بودكاست Podcast) ونشرها على مدونة منفصلة. المسألة سهلة تقنيا، لكن التحضير للحلقة والتسجيل والمونتاج يستهلك وقتا وجهدا.. ناهيك عن رفع الملفات Mp3 والتأكد من الروابط وعمل الصور المرفقة والنصوص المصاحبة للحلقة. هنا مثلا تجد الحلقة الثانية من بودكاست شبكة السلامة، والتي أتحدث فيها عن الشاعر والقاص الأمريكي التعيس إدجار ألان بو: http://salamacast.wordpress.com/2012/05/22/poe لكن الحلقة التي أفخر بها بعض الشيء هي قراءة كاملة لمسرحية د\ مصطفى محمود السياسية الساخرة الفانتازية - زيارة للجنة والنار: http://salamacast.wordpress.com/2012/05/21/hell وأرجو فعلا أن تسمح لي الظروف بإكمال المشروع و استمرار التجربة، لأن البودكاست المصري شيء نادر جدا على الإنترنت.

تدوينة شخصية 2

من أين يأتي كل هذا التراب؟!.. ما أن أنتهي من تنظيف الغرفة مما فيها من غبار وأتربة حتى يبدأ مسلسل تراكم هذه الذرات الترابية الدقيقة فوق كل شيء!.. كتب وأثاث وستائر وأركان الغرفة إلخ. العجيب أن مصدره لا يقتصر على أتربة الشوارع التي تدخل المكان عبر النافذة، بل - صدق أو لا تصدق - أغلبه يكون ناتجا عن جسد الإنسان نفسه وتقشر جلده طبيعيا لتحل محله طبقة أخرى جديدة (!!) ----- لا زلت اقرأ بصورة متقطعة في رواية اشتريتها - تشجيعا للمؤلف - من معرض الكتاب الفائت. أسلوبها غريب و "مستقبلي" مع أن الأحداث لم تغادر واحة سيوة حتى الآن ولم أرَ سفينة فضاء ولا تدمير للأرض كما وعدني المؤلف على الغلاف الخارجي للكتاب!  الرواية اسمها: وداعا للأرض - والمؤلف: جمال شاكر علي هارون. ----- أجمع هذه الأيام مادة بحثية أحتاجها لبناء وإثراء المشروع الأدبي الذي أعمل عليه، وقادني البحث لمطالعة فصل لأحمد أمين من الجزء الثالث من كتاب ضحى الإسلام. وللأسف أحزنني خداعه للقارئ ومحاولة تمجيد المعتزلة ومذهبهم التكفيري الضال، ونبرة التعالي على "العوام" الذين لا تصل عقولهم لفهم الفكر المعتزلي الذي ين

من الأرشيف: نقاش عن الفراعنة

صورة
قبل الثورة المصرية كنت من "المجادلين والمناقشين" على الشبكة العنكبوتية.. إذا وجدت موضوعا يستحق النقاش بدأت فيه وشاركت بالأدلة والمنطق إلى أن أثبت وجهة النظر التي ادافع عنها أو ينسحب الطرف الآخر مهزوما مدحورا!!.. كنت مشتركا وقتها في عدة منتديات، ومتابعا للمقالات والأفكار التي تنتشر كل فترة عليها، وحاولت أن أكون طويل النفس قدر الإمكان.. لكن الآن اختفت الحدة في النقاش وصرت قلما أشارك إلا بتعليق بسيط هنا أو هناك، لأن الثورة أخرجت الأفكار المغمورة وطرحتها للنور وصارت الحياة الفكرية السياسية غنية إذ يشارك في إثرائها الآلاف على شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات.. يشترك فيها أتباع الأحزاب السياسية والقامات الدينية والفكرية. وقد يكون أن العنف الثوري وما شهدناه جميعا قد أخرج كل انفعال داخلي كنت أوظفه سابقا في أمثال هذه النقاشات العنيفة! لكن مشاركاتي لا زالت موجودة في أرشيف المنتديات تحت اسم سلامة المصري، وإن ضاع بعضها تحت تأثير التغييرات الدائمة في الشبكة وطبيعة الإنترنت المنسابة دائما. وهنا سأنقل مقتطفات من أحد هذه النقاشات التي زالت، كنت قد احتفظت بها للذكرى، وقد كانت على مدو

صورة النازي Nazi

صورة
كلمة نازي بالألمانية هي اختصار لاسم الحزب الذي وصل للحكم بالانتخابات الحرة والتأييد الشعبي،  الحزب القومي الاشتراكي Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei Hitler - هتلر هل ترى هذه الصورة التاريخية؟.. هل من المعقول تصديق أن كل هذه الجموع الشعبية المهللة والمفتخرة ببلدها هي مجبرة على الحضور؟!.. ماذا عن ربات البيوت المحتفلات من الشرفات؟؟.. هل يجرؤ ألماني وقتها أن ينكر انتشار عقيدة "سيادة الجنس الآري" وسط الشعب؟.. هل ينكر احد أن الأطفال انبهروا بمظاهر القوة ورموز قياصرة الرومان والاحتفالات الشعبية لدرجة تمني كل واحد فيهم أن تنتصر ألمانيا على العالم وتبسط سلطانها على كل أوروبا؟ هل المشكلة كانت في أدولف هتلر وأعوانه فقط أم أن الشعب طاوعه وسايره وشجعه على تحقيق خطته مهما كان الثمن وكان الضحايا؟ "قوله تعالى: فاستخف قومه فأطاعوه المعنى، فاستجهل قومه فأطاعوه لخفة أحلامهم وقلة عقولهم ،وجدهم خفاف العقول" هل ينكر أحد أن بعض اليهود كونوا جمعية "اليهود النازيين" لتأييد أهداف هتلر Adolf Hitler ؟!.. وأن أغنياءهم مولوا حروبه وأقرضوه لتحسين الجي

إسلام شريف

في مسجدنا اليوم، وعقب صلاة الجمعة، فاجأنا الشيخ الخطيب بخبر سار.. أحد رجال الكنيسة القبطية أمسك الميكروفون وأعلن إسلامه على الملأ!! أشياء مثل هذه كانت تتم في الخفاء أيام مبارك.. لكن الثورة ورئاسة مرسي وانهيار طغيان جهاز أمن الدولة جعلها طبيعية وعلنية ومتيسرة.. ولله الحمد والمنة. الشاب الذي أسلم بعد أن كان نصرانيا ألقى كلمة قصيرة عن رحلته، وكيف كان يتلقى أوامر من الكنيسة بدراسة كتب الحديث النبوي لتشكيك المسلمين في دينهم.. بل وصل الأمر إلى تعليمه أساليب السحر وكتابة طلاسم بالحروف العبرية والسيريانية هدفها تغيير "مزاج" الضحايا المسلمين المستهدفين من الكنيسة ومن عملية التنصير والتشكيك في عقائد الإسلام! اسمه شريف خلة، وكان يتدرب ليصير بدرجة شماس في التقسيم الطبقي الكهنوتي للكنيسة. وإسلام شريف جاء متزامنا مع الأحداث الأخيرة التي حاول فيها أقباط المهجر استفزاز المسلمين بإهانة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو خير رد على محاولاتهم العقيمة الخائبة. بقي أن أنوه بجهود شيخ مسجدنا وخطيبه الفصيح البليغ الذكي الذي لولاه لما كنت كما أنا اليوم، الشيخ علاء الدين

تدوينة شخصية 1

يمكن استخدام المدونات الشخصية كطريقة يسجل بها صاحب المدونة ما يخطر له من أفكار يوم كتابة التدوينة. وبالتالي يمكنه مراجعة "المواضيع موضع الاهتمام" التي كانت تشغل فكره في تاريخ معين. ويستخدمها البعض كنظم للجدول اليومي أو لنشر روابط المقالات التي لا يتسع الوقت لقراءتها الآن ومن ثم العودة إليها في وقت آخر. ورأيت أيضا -  بصفتي متابع لعشرات المدونات العربية والإنجليزية - أن الأدباء وكتاب القصة القصيرة أو الرواية يستخدمون مدوناتها الشخصية لتسجيل الأفكار التي قد تنفعهم في المستقبل وقت التأليف، أو لمشاركة القراء في عملية التأليق ذاتها بحيث تكون أقرب للتفاعلية منها للصورة النمطية التي تصور المؤلف وهو يجلس وحيدا منعزلا عن العالم إلا من قلمه وأوراقه أو لوحة المفاتيح! ولكل ما سبق، فلا مانع أن أكتب كل فترة تدوينة شخصية قصيرة عما قرأته أو سمعته أو شاهدته، وأن أسجل ملاحظة أو اثنين على المادة التي قرأتها، وإن كنت أشك أن تثير مثل هذه التدوينات اهتمام أي أحد غيري، إلا أنها تجربة على أية حال، وسبقني إليها كثيرون غيري. ----- بدأت كتابة مشروع أدبي جديد. وأنا متفائل للغاية بالتقدم الذي

عن اغتيال ابن الأشرف

صورة
ضعف المسلمين اليوم أسبابه عديدة وتفوق الحصر، لكن هنا سأركز على تهاونهم في معافبة أعدائهم، بمناسبة الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم والذي أنتجه نصارى مصر القاطنين خارجها بمساعدة أمريكية إسرائيلية كما تقول التقارير الإخبارية. هل تعلم مثلا أن الإسلام كان يعي منذ البداية أثر الإعلام في هدم أو بناء الدول؟.. طبعا أشهر مثال هو شاعر الرسول وكيف كان حسان بن ثابت يهجو أعداء الإسلام بأبيات تثيرهم وتفضحهم وتنتشر بين القبائل العربية كالنار في الهشيم. وفي الطرف المقابل كان كفار مكة واليهود يستخدمون نفس الطريقة للهجوم على المسلمين ودولتهم الوليدة حينئذ، وأشهر حادثة تمثل هذا الأمر هي قصة كعب بن الأشرف المولود من أب عربي وأم يهودية، وكيف أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم فريقا صغيرا يتكون من بضعة رجال لاغتياله في عقر داره! فلو قرأت حديث مقتل كعب في صحيح البخاري لرأيت كيف رد المسلمون على شعر ابن الأشرف الذي شبب بنساء المسلمين في أبياته وسب الرسول وآذى الله وهاجم الإسلام. لكن المشكلة أن بعض المسلمين الآن داخلتهم أخلاق كنسية تدعو للخوار أمام الهجوم، وأن تعطي خدك الأيسر لمن ضرب خدك الأيمن،

أين الشدياق وشاكر والمويلحي في مناهجنا التعليمية؟

صورة
لن تصبح الثورة المصرية حقيقة طالما المناهج التعليمية على حالها! مشكلة هذه المناهج ليست في مجرد "خطأ" ما تعلمه للطلاب بل في ما تتجنب ذكره، وتحجبه عن جيل لم يتعود القراءة خارج الكتب المدرسية! فهي في الحقيقة حشو لمادة تعليمية غير مهمة بغرض الاستيلاء على أي وقت فراغ لدى الطالب قد يؤدي به لإشباع فضوله المعرفي - إن كانت المناهج مختصرة وتركز على تعليمه طرق البحث عن المعلومة في المقام الأول دون تقديمها له بسهولة فينساها فيما بعد! - وهذا الفضول المعرفي هو الفارق بين أي طالب يحب العلم وآخر يكرهه. من من أجيال الطلبة الحاليين يعرف أبا فهر محمود محمد شاكر علامة اللغة العربية والأدب الذي كتب وألف عشرات الكتب التي لم يسبق إليها؟! من من طلبة الجامعات سمع عن أحمد فارس الشدياق أمير النثر العربي الذي كاد يفوق الجاحظ في موسوعيته الأدبية وظرف مؤلفاته وغزارتها؟! من من دارسي كليات الآداب قرأ حديث عيسى بن هشام للمويلحي والذي يعتبر أول رواية عربية في العصر الحديث؟! الشدياق - المويلحي - شاكر لو كنا دولة تحترم عقلية طلاب العلم فيها لما أخفينا هذه الدرر عنهم، لمجرد أنها تربي الع